وليعتمد الزّهد في أموالهم وأمتعتهم، حتّى يكون كلّ كبير وصغير ممتثلا لأمره، واقفا عندما يقدّم به إليه في سرّه وجهره، منتصبين لإقامة حرمته، وتنفيذ أمره وكلمته؛ وليحسن النظر فيمن عنده من الرّهبان، وليرفق بذوي الحاجات والضّعفاء: من النّساء والصّبيان، والأساقفة والمطارنة والقسّيسين زيادة للإحسان، إحسانا جاريا في المساء والصّباح، والغدوّ والرّواح.
فليمتثلوا أمره بالطّاعة والإذعان، وليجيبوا نهيه من غير خلاف ولا توان؛ ولا يمكّن النّصارى في الكنائس من دقّ الناقوس، ورفع أصواتهم بالضّجيج ولا سيما عند أوقات الأذان لإقامة النّاموس، وليتقدّم إلى جميع النصارى بأنّ كلّا منهم يلزم زيّه، وما جاءت به الشروط العمريّة «١» لتكون أحوالهم في جميع البلاد مرعيّة، وليخش عالم الخفيّات، وليستعمل الأناة والصّبر في جميع الحالات؛ والوصايا كثيرة وهو بها عارف، والله تعالى يلهمه الرّشد والمعارف.
قلت: وهذا التوقيع فيه ألفاظ ومعان غير مستحسنة، وألفاظ ومعان منكرة، أفحشها قوله: مفصحا عما كمن في صدورهم. فإنّه لا يعلم ما تخفي الصدور وتكنّه إلّا الله تعالى.
واعلم أنّه ربما افتتح توقيع البطريرك عندهم ب «- رسم بالأمر» .
توقيع لبطرك النصارى بالشام أيضا، كتب به للبطريرك «داود الخوري» ب «البطرك المحتشم» ؛ وهو:
رسم بالأمر- لا زال يعزّ بالالتجاء إلى حرمه من يأوي إليه، ويقصد عدله