للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليجتهد في إجراء أمورها على ما فيه رفع الشبهات، وليعلم أنّهم إنّما اعتزلوا فيها للتّعبد فلا يدعها تتّخذ متنزّهات؛ فهم إنّما أحدثوا هذه الرّهبانية للتّقّلل في هذه الدنيا والتّعفّف عن الفروج، وحبسوا فيها أنفسهم حتّى إنّ أكثرهم إذا دخل إليها ما يعود يبقى له خروج؛ فليحذّرهم من عملها مصيدة للمال، أو خلوة له ولكن «١» بالنّساء حراما ويكون إنّما تنزّه عن الحلال؛ وإيّاه ثم إيّاه أن يؤوي إليه من الغرباء القادمين عليه من يريب، أو يكتم عن الإنهاء إلينا مشكل أمر ورد عليه من بعيد أو قريب؛ ثم الحذر الحذر من إخفاء كتاب يرد [إليه] «٢» من أحد من الملوك، ثم الحذر الحذر من الكتابة إليهم أو المشي على مثل هذا السّلوك؛ وليجنّب البحر وإيّاه من اقتحامه فإنّه يغرق، أو تلّقي ما يلقيه إليه جناح غراب منه فإنّه بالبين ينعق؛ والتّقوى مأمور بها أهل كلّ ملّة، وكلّ موافق ومخالف في القبلة؛ فليكن عمله بها وفي الكتابة ما يغني عن التصريح، وفيها رضا الله تعالى وبها أمر المسيح.

توقيع برآسة اليهود بالشام، [جاء] مفتتحا «برسم» من إنشاء الشيخ جمال الدين بن نباتة، وهو:

رسم بالأمر- لا زال جوده في كلّ ملّة، وغمام كرمه على الخلق كأنه ظلّة، وذمام نعمه يبلّغ المسلم والذّمّيّ من الاستحقاق محلّه، أن يستقر الحكيم [فلان] «٣» ومنه:- وأن يعاملهم على ما ألفوه من الأحكام، وينصف صاحب حقّهم

<<  <  ج: ص:  >  >>