بالإسفار، وأظهرت لذكاء ذكائه ما ضمّته أحشاؤها من الإضمار؛ فهو المختار لهذا التّدريس: إذ درر فوائده منظومة، والمجتبى للإفادة بسلوكه طرق الهداية إلى دقائقها المكتومة، وكم استنارت الطّلبة من سمر فضله حتّى كاد أن يكون ثالث القمرين، وجمع في صدره بحري المنقول والمعقول حتّى قيل: هذا «مجمع البحرين» :
هو البحر، إلّا أنّ فيه عجائبا ... ووافر فضل ليس يوجد في البحر!
بلاغته السّحر الحلال، وإنّما ... بديع معانيها يجلّ عن السّحر!
فليباشر هذا التّدريس ناثرا درر فرائده، ناشرا غرر فوائده، جائدا بجياد فضائله السّابقة إلى الغايات، عائدا بصلات حقائقه لتكمل للطّلبة به المسرّات، وليلازم أيّام الدّروس ما أسدي إليه من هذه الوظيفة، وليرتق من درج التّقوى لغرف المعارف الشّريفة.
وهذه نسخة توقيع بإمامة وتصدير بجامع منكلي بغا الشّمسي «١» بحلب، كتب به للشيخ شمس الدين «محمد الإمام» ، ب «الجناب العالي» ؛ وهي:
رسم بالأمر- لا زالت صدقاته العميمة تطلع شمس الدّين في أفق المعالي، وترفع من أوليائه خدمة من جيده بالفضل حالي، وتمنح برّها من أعربت عن لحنه الطّيّب وتشنّفت من فيه باللّآلي، وتسفح غيث جودها على من أجمع على طيب مسامرته ورفع أدعيته الأسماع واللّيالي ... أن يستقرّ