سعده، وتؤكّد أسباب الارتقاء لمن حمدت مآثره وحسنت سيرته في اليوم والّذي من بعده، وتجدّد أثواب النّعماء لمن ظهر خيره وخبرته فأنجز له الإقبال صادق وعده.
نحمده على نعمه الّتي أجزلت لمستحقّها مواهب رفده، ونشكره على مننه التي خصّت كلّ كاف بتأثيل مجده، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة يبلغ بها قائلها غاية قصده، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الّذي أيّده الله تعالى بنصر من عنده، وآمنه على وحي الرّسالة فنصح الأمّة غاية جهده، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الّذي كانوا من أنصاره وجنده، صلاة دائمة باقية يبلغ بها المؤمن غاية رشده، وسلّم تسليما كثيرا.
وبعد، فإنّ الجناب العالي لمّا تقدمت له مباشرات، في أجلّ الولايات وأحسن النيابات، وهو يسير في كلّ منها أجمل سير، ويحسن إلى رعيّتها فلا غرو أن يذكروه بكلّ خير؛ كم قام بمهمّات من غير عسف أهل البلاد، وكم أعان الدّيوان المعمور من غير ضرر للعباد، وكم ميّز أموالا فكانت أيّام مباشراته أعياد، وكم له من خدم سار بها الرّكاب وبلغ بها المراد، وكم أثنى عليه لسان القلم حتّى نفد المداد، وكم وصفت هممه وحسن تأتّيه في كلّ توقيع وتقليد على أنّ الكاتب ما زاغ عن الحقّ ولا مال عن الصّدق فيها ولا حاد.
فاقتضى محمود رأينا الّذي ما برح بعون الله يصيب، وجميل فكرنا الّذي ما دعوناه لأمر إلّا وبالإصابة بحمد الله يجيب، أن نعيّن له وظيفة نريحه فيها من التّعب، ونوفّره من تبعات الطّلب؛ وكان من تقدمة العسكر بجبلة يعتريه ألم يعوقه عن الرّكوب في الخدم الشريفة والنزول، سيّما في هذا الوقت الّذي فيه يتحرّك العدوّ المخذول.
فلذلك رسم ... - لا زالت أيّامه الشريفة تيسّر أسباب النّجاح، وعوارفه تطوى لها أرض البعد عن أوليائها كما تطوى لذي الصّلاح- أن يستقرّ