الحجّة الرّبيع الآخر، فأرتعت لا يروعها أصحاب الموازين في تلك المساجد، واستمرّت في مروج يتأسف عليها ابن المساجد (؟) ؛ وقسّم مولانا السلطان تلك الأعشاب كما تقسّمت في آفاق السماء النّجوم، وأوقف كلّ أحد في مقام حتّى قال: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ
«١» ؛ فكم هنالك من مروج أعشبت فأعجبت، وانجابت السماء عنها فأنجبت، وأربت على زهر النّجوم فاهتزّت وربت:
يتخلّلها هنالك أترع الحياض، ويلهو بها كلّ شيء فكم قصف العاصي بها في تلك الرّياض.
هذا كلّه: وخير من أرزنجان، حارة برجوان؛ وخير من أراضي توريز، قطعة من إيليز، وكوم من كيمان سفط ميدوم، خير من قصر في قيصريّة الرّوم؛ ونظرة إلى المقياس، خير من سيواس؛ ومناظر اللّوق، خير من كيقباذ آل سلجوق؛ وتربة من ترب القرافة، خير من مروج العرافة؛ وشبر من شبرا، خير من سطا ومرا:
وجلوس في باب دارك خير ... من جلوس في [باب]«٣» إيوان كسرى
والتماحي لنور وجهك خير ... لي من أنّني أشاهد بدرا!
يا وليّا يولي الأيادي سرّا ... ووزيرا فليس يكسب وزرا
ما رأينا والله فيمن رأينا ... لك مثلا من البريّة طرّا
كم خبرنا الرّجال في كلّ أرض ... فإذا أنت أعظم الخلق قدرا!