تزوّج «بوران» من أبيها «ابن سهل» وخطب «المعتضد» إلى «ابن طولون» ابنته «قطر النّدى» .
ورأى والدها أعزّه الله تعالى قدرا هاله مهابة فسلّم وقال: للمالك التّصرّف وللملك التّصريف، وإذا اقتضى حسن النّظر الشّريف تشريف عبد فياحبّذا التّشريف، ويا حبّذا السّبب الذي اتصلت له بالمقام الشّريف الأسباب، واحتفلت ديم النّعم واحتفّت للاجتماع على سنّة وكتاب، فتحاسدت على إثباته صفر الأصائل وحمر النّعم، وتنافست على رقم سطوره صحائف السّحاب وصفيح الماء وصليل السّيف وصرير القلم، وتمنّت الكواكب لو اجتمعت مواكب في يومه المشهود، والمناقب لو أنها حوله بمقانب خافقة البنود، وودّت نسمات الأسحار لو كانت هي التي سعت بالاتّفاق، والحمائم لو أبيح لها أن تغرّد وتخلع ما في أعناقها من الأطواق، بل السّيوف لمّا رأت مقام الجلالة أغضت وغضّت الأحداق، والرّماح لمّا بدالها سرير الملك مائلا وقفت على ساق.
فبرزت المراسم الشريفة- زادها الله شرفا- بتحرير هذا الكتاب الكريم، وتنضيد ما يصلح من الدّرر لهذا العقد النظيم، ونفّذ المرسوم العاليّ المولويّ السلطانيّ ما أمر به وصدّق، وتأدّب إجلالا لمقام أبيه الشريف فأطرق، وتواضع لله فلم يقل: هذا ما تصدّق، بل قال: هذا ما أصدق المقام العاليّ السّيفيّ أنوك ابن مولانا السلطان الأعظم، مالك رقاب الأمم، الملك النّاصر، السّيّد الأجلّ، العالم، العادل، الغازي، المجاهد، المؤيّد، المرابط، المثاغر، المظفّر، المنصور، الشّاهنشاه، ناصر الدنيا والدّين، سلطان الإسلام والمسلمين، محيي العدل في العالمين، منصف المظلومين من الظالمين، ملك البسيطة، ناصر السّنّة، ركن الشريعة، ظلّ الله في أرضه، القائم بسنّته وفرضه، وارث الملك، ملك العرب والعجم