«١» وليجتهد في إقامة الدّين وفصل الخصومات، وفي النّظر في ذوي العدالات والتّلبس بالشهادات وإقامة البيّنات؛ فمن كان من أهل العدالة نزها، وإلى الحقّ متوجّها، فليراعه ويقدّمه على أقرانه، ومن كان منهم خلاف ذلك فليقصه ويطالعنا بحاله. ولينظر في أمر الجوامع والمساجد ويفعل في ذلك الأفعال المرضيّة، وفي أموال الأيتام يصرف منها اللّوازم الشّرعية؛ فمن بلغ منهم رشيدا أسلم إليه ما عساه يفضل له منها، ويقرّر الفروض، ويزوّج الخاليات من الأزواج والعدد والأولياء، من الأزواج الأكفاء، ويندب لذلك من يعلم ديانته، ويتحقّق أمانته، ويتخيّر لكتابة الصّكوك من لا يرتاب بصحّته، ولا يشكّ في ديانته وخبرته، وينظر في أمر المتصرّفين، ومن عنده من المستخدمين؛ فمن كان منهم على الطريقة الحميدة فليجره على عادته، وليبقه على خدمته، ومن كان منهم بخلاف ذلك فليستبدل به وليقصه.
هذا عهدي إليك، وحجّتي غدا عند الله عليك؛ فاعلم هذا واعمل به.
وكتب ذلك عن الإذن الكريم الفلانيّ، وهو في محلّ ولايته وحكمه وقضائه، وهو نافذ القضاء والحكم ماضيهما، في التاريخ الفلانيّ. (ثم يكتب الحاكم علامته والتاريخ) وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وهذه نسخة تقليد:
الحمد لله الحكم العدل الهادي عباده صراطا مستقيما، الحاكم الذي لا يظلم مثقال ذرّة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما، المثيب من قدّم له الطاعة من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال، الرّقيب على ما يصدر من أفعالهم فلا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال.