فاللّفظ «قالوا قلوبنا غلف» ... والخطّ «تبّت يدا أبي لهب»
وقول الآخر:
يعي غير ما قلنا ويكتب غير ما ... يعيه ويقرا غير ما هو كاتب
وقول الآخر:
وكاتب أقلامه ... معوّدات بالغلط
يكشط ما يكتبه ... ثم يعيد ما كشط
وقول ابن أبي العيناء يهجو أسد بن جهور الكاتب «١» :
أو ما ترى أسد بن جهور قد غدا ... متشبّها بأجلّة الكتّاب؟
لكن يخرّق ألف طومار إذا ... ما احتيج منه إلى جواب كتاب
وقد أكثر الناس من الحكايات المضحكة عن هذا النوع من الكتّاب مما صاروا به هزؤا على ممرّ الزمان وتعاقب الأيام. كما حكي عن محمد بن يحيى الكاتب أنه قرأ على بعض الخلفاء كتابا يذكر فيه «حاضر طيّ» فصحّفه «حاضر طي» فسخر منه أهل المجلس.
ويروى أن كتّاب الدواوين ألزموا بعض العمال مالا مخرّجا عليه فبعث بحسابه إلى عبيد الله بن سليمان فوقّع عليه «هذا هذا» وردّ الحساب إلى العامل فقدّر العامل بضعف آدابه أنه صحّح حجته وقبل الحساب منه كما يقال في تثّبت الشيء «هو هو» ، وأخرج التوقيع إلى الكتّاب وناظرهم على أن ذلك