جملة مستكثرة من ذلك، وهي المعبر عنها بغريب الحديث، كقوله صلّى الله عليه وسلّم «من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تعالى ترة» أي نقص، وقيل تبعة، وقيل حسرة. وقوله صلّى الله عليه وسلّم:«ليسترجع أحدكم حتّى في شسع نعله فإنها من المصائب» والشّسع: أحد سيور النعل؛ وقوله صلّى الله عليه وسلّم:«ألظّوا بياذا الجلال والإكرام» أي الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها، وقوله صلّى الله عليه وسلّم في الدعاء:«واغسل حوبتي واسلل سخيمة قلبي»«١» وأشباه ذلك.
وحديث أمّ زرع صريح في شيوع ذلك فيهم، وعمومه في مخاطباتهم ومكالماتهم؛ وهو ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت:
«جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن ألّا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا.
قالت الأولى: زوجي لحم جمل غثّ على رأس جبل «٢» ، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى، وفي رواية فينتقل «٣» .
قالت الثانية: زوجي لا أبثّ خبره، إنّي أخاف ألّا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره «٤» .
قالت الثالثة»
: زوجي العشنّق «٦» ، إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق.