وقال: لو وضع مصراع كل بيت من هذين البيتين في موضع الآخر لكان أحسن وأدخل في استواء النسج، فكان يقال:
كأني لم أركب جوادا ولم أقل ... لخيلي كرّي كرة بعد إجفال
ولم أسبإ الزق الرويّ للذة ... ولم أتبطّن كاعبا ذات خلخال
لأن ركوب الجواد مع ذكر كرور الخيل أجود، وذكر الخمر مع ذكر الكواعب أحسن.
قال في «الصناعتين» : قال أبو أحمد: «١» والذي جاء به امرؤ القيس هو الصحيح لأن العرب تضع الشيء مع خلافه، فيقولون: الشدّة والرخاء، والبؤس والنعيم، ونحو ذلك. وكذلك كل ما يجري هذا المجرى.
قال أبو هلال العسكري: أخبرني أبو أحمد قال: كنت أنا وجماعة من أحداث بغداد ممن يتعاطى الأدب نختلف إلى مدرك نتعلم منه الشعر، فقال لنا يوما: إذا وضعتم الكلمة مع لفقها كنتم شعراء، ثم قال: أجيزوا هذا البيت:
ألا إنّما الدّنيا متاع غرور
فأجازه كل واحد منا بشيء فلم يرضه فقلت أنا:
وإن عظمت في أنفس وصدور
فقال: هذا هو الجيّد المختار.
قال «٢» : وأخبرني أبو أحمد الشطنيّ قال: حدثنا أبو العباس بن عربيّ، قال:
حدثنا حماد بن «٣» يزيد بن جبلة، قال: دفن مسلمة رجلا من أهله ثم قال: