قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب
وقول مسلم بن الوليد بعده:
إن قصر الرّمح لم نمش الخطا عددا ... أو عرّد السيف لم نهمم بتعريد
أخذ مسلم المعنى الذي أورده الأخنس «١» وهو وصل السلاح إذا قصر بالخطا إلى العدوّ وزاد عليه عدم تعريدهم أي فرارهم إذا عرّد السيف. ومنه قول جرير في وصف أبيات من شعره:
غرائب «٢» آلاف إذا حان وردها ... أخذن طريقا للقصائد معلما
وقول أبي تمام بعده:
غرائب «٣» لاقت في فنائك أنسها ... من المجد فهي الآن غير غرائب
فزاد أبو تمام على جرير قران ذلك بالممدوح ومدحه مع الأبيات. ومنه قول المعذّل بن غيلان «٤» :
ولست «٥» بنظّار إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر
وقول أبي تمام بعده:
يصدّ عن الدّنيا إذا عنّ سودد ... ولو برزت في زيّ عذراء ناهد