للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى عن: محمد بن المُنْكدر، وعلي بن ربيعة الأسدي، وإسماعيل بن عُبيد الله المَخْزومي، وآخرين.

روى عنه: لم أقف - على حد بحثي - على مَنْ روى عنه غير مَرْوان بن مُعاوية الفَزَاري.

حاله: سُئل أبو زرعة، عن معاوية بن أبي العباس؟ فقال: نظرت بدمشق في كتابٍ لمَرْوان بن معاوية، عن معاوية هذا، فرأيت أحاديث عن شيوخ الثوري، وأحاديث يُعرف بها الثوري، وأبواباً للثوري، فاستربته وتركته. قال أبو زرعة: فذكرت ذلك لابن نُمير، فقال: كان هذا جار الثوري، أخذ كتب الثوري فرواها عن شيوخه، يعني أنَّه ادَّعاها.

ومِنْ طريق ابن عقدة، عن عَبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، قال: سئل ابن نُمير عن معاوية هذا، فقال: هذا جار الثوري، فلمَّا مات الثوري أخذ كتبه فجعل يرويها عن شيوخ الثوري، ففطنوا به، فتركوه وافتضح، نسأل الله العافية. قال: فقلت له فمروان عرف هذا؟ قال: لو وقف على حاله لما حدَّث عنه.

وعن الدارقطني، عن ابن عقدة، قال: كان معاوية هذا يسرق أحاديث الثوري فيُحدِّث بها عن شيوخه.

- وعن الدارقطني، قال: قال لي أبو طالب أحمد بن نصر: معاوية بن أبي العباس هو عندي: معاوية بن هشام القَصَّار صاحب الثوري، دلَّس اسمَه مَرْوَانُ بن معاوية، وروى عنه عن شيوخ الثوري، وأسقط الثوري، ثم ذكر أحاديث وآثارًا مِنْ رواية مَرْوَان عن معاوية هذا، عن عَلِيّ بن ربيعة، وابن عقيل وزياد بن إسماعيل ومنصور وسالم الأفطس، وغيرهم، وكلها معروفة من حديث الثوري.

قال الدارقطني: قول أبي طالب عندي أولى وأليق بمَرْوَان؛ لأنَّه يروي عن شيوخ فيدلس أسماء آبائهم ويُكثر من ذلك.

قلتُ: وعلَّق الشيخ/ المُعَلِّمي اليماني على ذلك في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق"، فقال ما محصله: ما ظنَّه أبو طالب وقَوَّاه الدَّارقطني غير صوابٍ، والصواب هو ما ذهب إليه ابن نُمير وأبو زُرعة وابن عُقْدة؛ وذلك لأمور منها:

أ أنَّ مَرْوان وإنْ عُرِفَ بتغير أسماء بعض شيوخه، فلم يُعرف بتدليس التسوية، ولم يُوصف به. (١)

ب إنَّ ابن نُمير ثبتٌ مُتْقنٌ فاضلٌ إليه المنتهى في معرفة شيوخ الكوفيين، والثوري كوفي، وجاره هذا كوفي، ومُعاوية بن هشام كوفي، وقد صحب ابنُ نُمير جماعةً مِنْ أصحاب الثوري وروى عنهم، وكان مُعاوية بن هشام معه في البلد، وعرف مَرْوان وروى عنه، وقد قال ما قاله في مُعاوية بن أبي العبَّاس، فقوله مُقَدَّم


(١) سبق أنْ ذكرت أقوال العلماء في ترجمة مَرْوان الفَزَاري، وهي تُؤيد ما قاله المُعَلِّمي هنا، أذكر منها ما يلي:
قال العِجْلي: مَرْوان الفَزَاري: ما حَدَّث عن الرِّجال المَجْهولين فليس حديثه بشيء، وما حَدَّث عن المَعْرُوفين فصحيحٌ. وقال ابن معين: ثقةٌ فيما رَوى عمَّن يُعْرَف، كان يَروي عن أقوامٍ لا يُرْوَي عنهم ويُغَيْر أسماءهم. وبنحوه قال ابن المديني. وقال أبو حاتم: تَكْثُر روايته عن الشيوخ المجهولين. وقال الذهبي: ثِقَةٌ حُجَّةٌ لكنَّه يَكْتبُ عَمَّن دبَّ ودَرَجَ فَيُنْظر فِي شُيُوخه. يُنظر: "الثقات" للعِجْلي (٢/ ٢٧٠)، "الجرح والتعديل" (٨/ ٢٧٣)، "المغني في الضعفاء" (٢/ ٢٩٢)، "الميزان" (٤/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>