للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلتُ: أمَّا رمْيُهُ بالتشيُّع فلعلَّه ليس المراد به الرفض - كما قال الدارقطني- وهو سبّ الصحابة رضوان الله عليهم، إنما المراد به المغالاة في حب آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي ليس المراد به التشيُّع العقائدي -؛ لذا قال الذهبي في "الميزان": عالِم الشيعة، وقاصِّهم، وصادقهم، وإمام مسجدهم، ولو كانت الشيعة مثله لَقَلَّ شرهم. ويدلُّ على ذلك أنّ الإمام مسلم أخرج في "صحيحه" من طريق عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيَّ: «أَنْ لا يُحِبَّنِي إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضَنِي إلا مُنَافِقٌ». (١)

وقال د/ بشار عوَّاد في تعليقه على "التهذيب": لم أجد له ذكرًا في كتب الشيعة، ولمْ أجد لهم عنه رواية في كتبهم المعتبَرَة، فيُنظر في أمر تشيُّعه. والحاصل: أنَّه "ثقة، رُميَ بالتشيُّع - مع نظرٍ في ذلك -". (٢)

٦) أبو حازم سلمان الأَشْجَعِيُّ، الكُوفِيُّ، مَوْلى عَزَّة الأشْجعيَّة.

روى عن: أبي هريرة - وقاعَدَه خمس سنين -، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزُّبير، وغيرهم.

روى عنه: عدي بن ثابت، والأعمش - وهو راويته -، وميسرة الأشجعي، وآخرون.

حاله: قال أحمد، وابن معين، والعجلي، وابن سعد، وأبو داود، والذهبي، وابن حجر: ثِقَةٌ. وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنَّه ثقة. وذكره ابن حبَّان في "الثقات". وقال ابن معين: صاحب أبي هريرة. ويُقال: صاحَبَه خمس سنين. فالحاصل: أنَّه "ثِقَةٌ". روى له الجماعة. (٣)

٧) أبو هريرة - رضي الله عنه -: "صحابيٌّ جليلٌ، من المكثرين"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٦).

ثانيًا:- الوجه الثاني: زَيْدٌ، عن عاصم بن أبي النَّجُود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

أ تخريج الوجه الثاني:

• أخرجه أبو بكر البزَّار في "مسنده" (٩٠٣٧)، وأبو العبَّاس السَّرَّاج في "حديثه" (٨٥١)، كلاهما قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحَرَّاني، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زيْد بن أبي أُنيسة، عن عاصم بن أبي النَّجود، عن أبي صالح السّمَان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرْفوعًا.

ولفظه عند البزار: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: أَخَّرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشاء الآخرةِ ذات ليلةٍ حتى ذهب ثلث الليل أو قريب، ثم خرج علينا والناس عزون، فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال: "لو أنَّ رَجُلاً دَعَا النَّاسَ إلى عَرْقٍ (٤) سَمِينٍ ومِرْمَاتَيْن (٥) لأجابوه وهم


(١) أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (٧٨) ك/الإيمان، ب/الدليل على أَنَّ حُبَّ الْأنْصَارِ وَعَلِيٍّ - رضي الله عنه - مِنَ الْإِيمَانِ.
(٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٧/ ٤٤، "الثقات" للعجلي ٢/ ١٣٢، "الجرح والتعديل" ٧/ ٢، "الثقات" ٥/ ٢٧٠، "تهذيب الكمال" ١٩/ ٥٢٢، "الكاشف" ٢/ ١٥، "الميزان" ٣/ ٦١، "تهذيب التهذيب" ٧/ ١٦٦، "اللسان" ٥/ ٣٧٠، "التقريب" (٤٥٣٩).
(٣) يُنظر: "الثقات" للعجلي ١/ ٤٢٣، "الجرح والتعديل" ٤/ ٢٩٧، "الثقات" لابن حبَّان ٤/ ٣٣٣، "تهذيب الكمال" ١١/ ٢٥٩، "السير" ٥/ ٧، "تهذيب التهذيب" ٤/ ١٤٠، "التقريب" (٢٤٧٩).
(٤) العرق، المراد بِهِ: بضعة اللحم السمين عَلَى عظمة.
(٥) قيل: هما السهمان. وقيل: هما حديدتان كانوا يلعبون بهما، وهي ملس كالأسنة، كانوا يثبتونها فِي الأكوام والأغراض.

<<  <  ج: ص:  >  >>