(٢) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٨/ ٣٥٩، "تهذيب الكمال" ٢٨/ ٨١، "التقريب، وتحريره" (٦٧١٠). (٣) يُنظر: "تاريخ بغداد" ٢/ ٢٣٣، "السير" للذهبي ١٣/ ٥٤٥، "تاريخ الإسلام" ٦/ ١٠١٠، "لسان الميزان" ٦/ ٥١٣. (٤) قال الهيثمي في "المجمع" ٨/ ٢٢٦: وعن معاوية، رواه الطبراني، عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، عن محمد بن عبد الوهاب الأزهري، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقاتٌ. ا. هـ. قلتُ - والله أعلم -: أما محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، فهو ثِقَهٌ، كما سبق بيانه.
وأما محمد بن عبد الوهاب الأزهري: فلم يعرفه الهيثمي، ولم يعرفه أيضًا الشيخ/حمدي عبد المجيد السلفي محقق "الكبير" للطبراني؛ بينما نجد الشيخ/ الحويني في "النافلة" (١١١) يقول في الأزهري هذا: لم أقطع فيه بشيء، لكنني أظنه "محمد بن عبد الوهاب الحارثي"، وقد روى الطبراني في "الكبير" (١١٢٤٩) حديثًا فقال: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا محمد بن عبد الوهاب الحارثي … الخ، وقال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٣٦٦: محمد بن عبد الوهاب الحارثي "ثقةٌ"، فيقع لي أنه هو. قلتُ: وبعد طول بحثٍ تبين لي أن هذا الظن في غير محلّه - على حد بحثي - لِما يأتي: أن محمد بن عبد الوهاب الحارثي - الذي ذكره - يروي عنه إبراهيم بن هاشم البغوي، وموسى بن هارون، وغيرهما، ويروي عن عمرو بن ثابت، وعبد الرحمن بن الغسيل، ومُسْلم بن خالد، وغيرهم، وأخرج له الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، لكنه تُصُحِّف في المطبوع، وصوابه محمد بن عبد الواهب - على التعبيد - بدلًا من محمد بن عبد الوهاب. يُنظر: "تلخيص المتشابه" ٢/ ٦٤١، "تاريخ بغداد" ٦/ ٢٠٥، "المعجم الأوسط" (٧٩٧٦) ط/دار الحرمين، وأطال محققه الفاضل في بيان ذلك. وأما راوينا فهو محمد بن عبد الوهاب "الأزهري"، وليس "الحارثي" - فابن عبد الوهاب هو الأزهري، وابن عبد الواهب هو الحارثي - والأزهري هذا أخرج له الطبراني في "الأوسط" حديث برقم (٥١٨٧،٥١٨٦،٥١٨٥،٥١٨٤)، وفي "الكبير" رقم (٧٩٤)، وفي كل هذه المواضع الراوي عنه هو محمد بن أحمد بن نصر - وهو الراوي عنه في الحديث الذي معنا - وقد زاد الطبراني الأمر توْضيحًا في "الأوسط" رقم (٥١٨٣)، فقال: حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، قال: نا محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر، قال: نا إبراهيم بن موسى … الخ، فاتضح بهذا أن محمد بن عبد الوهاب الأزهري - راوينا - هو من وَلَد عبد الرحمن بن الأزهر، وبالتالي فهو الأزهري، وليس الحارثي. والأزهري هذا أيضًا قد روى عنه ابن أبي عاصم في "الديات" (١٧٩)، وفي "السنة" (١٢٤٧)، وبهذا يكون قد روى عنه ثقتان (محمد بن أحمد بن نصر، وابن أبي عاصم)، فزالت عنه بذلك جهالة عينه - فلله الحمد والمنة -. وترجم له الخطيب في "تلخيص المتشابه" ٢/ ٦٣٧، وأخرج في ترجمته بسنده حديث: "كعب بن عُجْرة أنه أصابه أذى في رأسه، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُهْدي هَدْيًا بَقَرَةً". بسنده، مِنْ طريقه؛ لكن هذا الحديث مضطرب الإسناد عن نافع، ومتنه مُنْكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يذبح شاةً لا بقرةً - كما في "صحيح البخاري" (٤١٥٩) ك/ المغازي، ب/ غزوة الحديبية، وغيره - ويُنظر في معرفة علة هذا الحديث: "العلل" لابن أبي حاتم (مسألة/ ٨٢٨)، "جامع الأصول" ٣/ ٣٨٦، "فتح الباري" ٤/ ١٨، "التفسير من سنن سعيد بن منصور" (٢٩٦) بتعليق د/ سعد بن عبد الله آل حُمَيْد. وأما قوله "وبقية رجاله ثقات" ففيه نظر، لِما بينَّاه من أن محمد بن إسماعيل الجعفري "منكر الحديث".