للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ب قتادة مِن أثبت الناس في أنس بن مالك، وأَكْثَرَ الرواية عنه، وبالتالي فلا يُتوقف في عنعنته عن أنس.

ت تصريح قتادة بالتحديث عن أنس بن مالك - من غير طريق مِسْعَر، وشُعْبة - كما في رواية أبان بن يزيد، عنه، عند أحمد في "المسند" (١٣٧٣٥)، والنسائي في "الكبرى" (٨٩١)، بإسناد صحيح.

ث وجود متابعات صحيحة لهذا الحديث عن أنس، فأخرجه البخاري، ومسلم في "صحيحيهما" من طريق عبد العزيز بن صُهيب، وأخرجه البخاري في "صحيحه" من طريق حُميد الطويل، كلاهما عن أنس.

ج بل وللحديث شواهد في "الصحيحين". (١)

• وأمَّا كون شعبة قد داهن في هذا الحديث - كما سبق نقله عنه - فلم يسأل قتادة هل سمع هذا الحديث أم لا؛ فإنَّ هذا لا يَدُل على أنَّ قتادة لم يَسْمعه من أنس، وإنما يَدُل فقط على أنَّ شعبة متوقف فيه، حتى يأتي ما يُثْبت سماع قتادة من أنس لهذا الحديث، وقد ثبت عند غيره سماع قتادة من أنس لهذا الحديث على وجه الخصوص - كما سبق ذكره في التخريج -، وعليه فمن علم حجةٌ على من لم يعلم - والله أعلم -.

شواهد للحديث:

أخرج البخاري، ومسلم في "صحيحيهما"، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «أَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلاةِ» (٢)، واللفظ لمسلم، وهو عند البخاري مُطولاً.

رابعاً: - النظر في كلام المصنف - رضي الله عنه - على الحديث:

قال المصنف - رضي الله عنه -: لم يَرْوِهِ عن مِسْعَرٍ إلا بِشْرُ بْنُ السّرِيُّ، ولا رَوَاهُ عَنْ بِشْرٍ إِلَّا ابْنُ أَبِي عُمَرَ.

قلتُ: الحديث أخرجه المصنف أيضاً في "المعجم الأوسط" برقم (٥٢٧١) - كما سبق -، وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مِسْعر، إلا بِشْر بن السَّريّ، تَفَرَّد به محمد بن أبي عُمر.

- وأخرجه أيضاً أبو نُعيم في "الحلية" (٧/ ٢٥٩ و ٨/ ٣٠١)، وقال في الموضع الأول: تَفرَّد به بِشْر بن السَّريّ، عن مِسْعر. وقال في الموضع الثاني: غريب مِنْ حديث مِسْعر، تَفَرَّد به بِشْر.

- ومِمَّا سبق يتضح صحة ما ذكراه، فلم يروه عن مِسعر، إلا بِشْر، ولم يروه عن بِشْر، إلا ابن أبي عُمر، ثمَّ اشتُهِر عنه، فرواه عنه أربعة من الرواة - كما سبق -، فيُسلم للطبراني فيما ذكره، والله أعلم.

خامساً: - التعليق على الحديث:

- قال ابن رجب الحنبلي (٣): وأعلم؛ أن الصفوف في الصلاة مما خص الله به هذه الأمة وشرفها به؛ فإنهم أشبهوا بذلك صفوف الملائكة في السماء، كما أخبر الله عنهم أنهم قالوا: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥)} (٤)، وأقسم بالصافات صفا، وهم الملائكة.


(١) لقد أطلت في الجواب؛ لدفع ما قد يُعترض على حديثي من قريب أو بعيد.
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٧٢٢) ك/الآذان، ب/ إِقَامَةُ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ. ومسلم في "صحيحه" (٤٣٥) ك/الصلاة، ب/ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ، وَإِقَامَتِهَا.
(٣) يُنظر: "فتح الباري" لابن رجب (٦/ ٢٦٨ - ٢٦٩).
(٤) سورة "الصافات"، آية (١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>