للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رابعًا: - النظر في الخلاف على هذا الحديث:

مِمَّا سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث مَدَاره على أبي جعفر الباقر، واختلف عنه مِنْ أوجهٍ:

الوجه الأول: أبو جعفر الباقر، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

الوجه الثاني: أبو جعفر الباقر، عن عائشة رضي الله عنها.

الوجه الثالث: أبو جعفر الباقر، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -.

والذي يظهر - والله أعلم - أنَّ الوجه الثاني هو الأشبه والأقرب للصواب؛ للقرائن الآتية:

١) أنَّ الحديث بالوجه الأول في سنده سعيد بن سُفيان الأسلمي وهو "مجهول الحال"، وانفرد به، فلم يُتابعه أحدٌ على روايته بهذا الوجه؛ وقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" في ترجمة سعيد هذا بالوجه الأول، ثُمَّ أعقبه برواية القاسم بن الفضل بالوجه الثاني، وكأنَّ هذا فيه إشارة إلى إعلال الوجه الأول بالثاني، والله أعلم.

٢) وأمَّا الوجه الثالث ففي سنده عَمرو بن شَمر الجُعْفيّ وهو "متروك الحديث".

٣) وهذا بخلاف الوجه الثاني فرواه القاسم بن الفضل، وهو "ثِقَةٌ".

خامسًا: - الحكم على الحديث:

أ الحكم على الحديث بإسناد الطبراني:

مِمَّا سبق يَتَبَيَّنُ أنَّ الحديث بإسناد الطبرانيّ "مُنْكرٌ"؛ لأجل سعيد بن سُفْيان الأسلميّ "مجهول الحال"، ولم يُتابع عليه، وخالف فيه القاسم بن الفضل وهو "ثِقَةٌ".

- وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه. وقال الذهبي: صحيحٌ.

- وقال المنذري: رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد حسن، والحَاكِم، وقال: صَحِيح الإسناد، وله شَوَاهِد. (١)

- وقال البوصيري: رواه ابن ماجه، وإِسْنَاده صَحِيح رِجَاله ثِقَات. (٢)

- وقال ابن حجر: رواه ابن ماجه، والحاكم، وإسناده حسنٌ، لكن اختلف فيه على محمد بن علي. (٣)

- وعزاه السيوطي إلى ابن ماجه، والحاكم، ورمز له بالصحة. (٤)

- وقال الألبانيُّ: كذا قالوا! ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سفيان قال الذهبي في "الميزان": " لا يكاد يُعرف، قواه ابن حبان. ثُمَّ صححه بشواهده. (٥)


(١) يُنظر: "الترغيب والترهيب" حديث رقم (٢٧٨٤).
(٢) يُنظر: "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه" (٢/ ٢٤٣/حديث رقم ٨٤٤).
(٣) يُنظر: "فتح الباري" (٥/ ٥٤).
(٤) يُنظر: "الجامع الصغير" حديث رقم (١٨٠٥).
(٥) يُنظر: "السلسلة الصحيحة" (٢/ ٧٠١/حديث رقم ١٠٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>