للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٧/ ٤٠٧]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، قَالَ: نا أَبُو تَوْبَةَ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي السَّلُولِيُّ (١).

عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ، أَنَّهُمْ سَارُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ [حُنَيْنٍ] (٢)، فَأَطْنَبُوا السَّيْرَ (٣) حَتَّى كَانَ عَشِيَّةً، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَاءَ رَجُلٌ فَارِسٌ (٤)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي انْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، حَتَّى طَلَعْتُ جَبَلَ كَذَا وَكَذَا، فَإِذَا أَنَا بِهَوَازِنَ (٥) عَلَى بَكْرَاتِهِمْ (٦)،

بِظُعُنِهِمْ (٧)، وَنَعَمِهِمْ (٨)، وَشَائِهِمْ، اجْتَمَعُوا إِلَى [حُنَيْنٍ] (٩).

فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ: «تِلْكَ غَنَائِمُ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

ثُمَّ قَالَ: «مَنْ يَحْرُسنا (١٠) اللَّيْلَةَ؟». فَقَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ (١١): أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.


(١) السَّلُولي: بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة، وَضم اللَّام، وَسُكُون الْوَاو، وَفِي آخرهَا لَام أُخْرَى، هَذِه النِّسْبَة إِلَى بني سلول، وهي قبيلة نزلت الكوفة فصارت محلة معروفة بها لنزولهم إياها. "اللباب في تهذيب الأنساب" (٢/ ١٣١).
(٢) في الأصل: "خيبر"، وهو تصحيف ظاهر، والصواب ما أثبته، والتصويب مِنْ "الكبير" (٥٦١٩)، و"الشاميين" (٢٨٦٦)؛ بالإضافة إلى أن "هوازن" لم تكن إلا في "حُنَيْن"؛ و"حنين" تصغير الحنان، وهو الرحمة، أو تصغير الحِنّ، وهو حي من الجن. قال السُهيلي: سُمِيّ بحنين بن قانية، وهو واد يقع بين الطائف ومكة، وهو إلى مكة أقرب، ويبعد عنها ب (٢٦ كم) شرقي مكة، وفيه كانت غزوة حُنين. يُنظر: "معجم البلدان" (٢/ ٣١٣)، "أطلس الحديث النبوي" (ص/١٥٦). وأمَّا "خيبر": فتقع شمال المدينة لمن يريد الشام، وتبعد عن المدينة (١٧٠ كم). يُنظر: "معجم البلدان" (٢/ ٤٠٩)، و"أطلس الحديث" (ص/١٦٨).
(٣) فأطنبوا السير: أي بالغوا فيه، وتبع بعض الإبل بعضًا. "عوْن المعبود" (٧/ ١٧٩).
(٤) قال ابن حجر في "الفتح" (٨/ ٢٧): عند ابن إسحاق، من حديث جابر ما يدل على أنّه: عبد الله بن أبي حَدْرَد الأسلمي.
(٥) هوازن: قبيلة عدنانية، كانت تقطن في نجد مما يلي اليمن، ومن أوديتهم حُنَيْن. يُنظر: "معجم البلدان" (٥/ ٤٢٠).
(٦) بكراتهم: هكذا بالأصل .. بينما في "الكبير" (٥٦١٩)، و"الشاميين" (٢٨٦٦)، وباقي روايات الحديث بلفظ "بَكْرة أبيهم" والبعض بلفظ "بَكْرة آبائهم"، وهو بفتح المُوَحدة، وسكون الكاف، كلمة للعرب يريدون بها الكثرة والوفور في العدد، والمراد أنهم جاءوا جميعًا، ولم يتخلّف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة، وهي التي يُسْتَقى عليها الماء. "عوْن المعبود" (٧/ ١٧٩).
(٧) الظُعُن: جمع ظعينة، وهم النساء. "عوْن المعبود" (٧/ ١٧٩).
(٨) ونَعَمِهم: النَعَم بفتحتين، وقد تُسكّن العيْن، والمراد به الإبل والشاء، وقيل خاص بالشاء. "عوْن المعبود" (٧/ ١٧٩).
(٩) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، واستدركته من "الكبير"، "والشاميين".
(١٠) في المطبوع: "حارسنا"، وما أثبته كذلك بالأصل، وهو كذلك في "المعجم الكبير" (٥٦١٩)، و"مسند الشاميين" (٢٨٦٦).
(١١) أنس بن أبي مرثد الغنوي، اسم أبيه كَنَّاز بن حصين، وجَدُّه كان حليف حمزة بن عبد المطلب، له ولأبيه صحبة، شَهِد أبوه غزوة بدر، وكان سِنُّه عشرون سنة، وكان أنس عَيْنَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بأَوْطَاس، توفي سنة عشرين مِنْ الهجرة.
وقد جعله ابن عبد البر، وابن حبَّان، اُنَيْس بالتصغير، وقال ابن عبد البر: وهو أكثر، ويُقال أنس. وتعقّبه الحافظ ابن حجر في "الإصابة": بأن أنس أكثر، بدليل الحديث. يُنْظر: "الاستيعاب" ١/ ١١٣، و"أسد الغابة" ١/ ٢٩٨، و"الإصابة" ١/ ٢٨١.
والغَنَوي: بفتحتين، وكسر الواو، نسبة إلى غَنِيِّ بن أعسر، واسمه منبه بن سعد بن قيس. يُنظر: "الأنساب" (٩/ ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>