للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حاله: قال ابن سعد، والعِجْليُّ، وأحمد، وأبو زرعة، وأَبُو دَاوُد، والذهبيُّ، وابن حجر: ثِقَةٌ. وقال ابن معين: ليس به بأس. وذكره ابن حبَّان في "الثقات". فالحاصل: أنه "ثِقَةٌ". (١)

٦) مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ، ويُقال: ابن جبير، قال المزيُّ: والأول أصح. المكي، أَبُو الحَجَّاج المَخْزوميُّ.

روى عن: عبد الله بن عبَّاس، وعبد الله بْن عُمَر، وأبي هُرَيْرة - رضي الله عنهم -، وآخرين.

روى عنه: قيس بن سعد، وسُلَيْمان الأحول، وسُلَيْمان الأعمش، وآخرون.

حاله: قال ابن سعد: كَانَ فَقِيهًا عَالِمًا ثقةً كثيرَ الحديثِ. وقال ابن معين، وأبو زرعة، والعِجْلي: ثِقَةٌ. وقال ابن حبَّان: كَانَ فَقِيها عابدًا ورعاً مُتْقناً. وقال الذهبي في "الكاشف": إمامٌ في القراءة والتفسير حُجَّةٌ. وفي "الميزان": أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به. وقال ابن حجر: ثقةٌ إمامٌ في التفسير وفي العلم.

- قَالَ يَحيى القَطّان: مُرسلات مُجاهد أحبُّ إليَّ مِن مُرسلات عَطاء بكَثِير. (٢)

٧) عَبد الله بن عبَّاس بن عبد المُطَلب: "صحابيٌّ جَليلٌ مُكْثرٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٥١).

ثالثًا: - الحكم على الحديث:

مِمَّا سبق يَتَبيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبرانيّ "ضعيفٌ جدًا"؛ لأجل رَباح بن أبي مَعْروف "صدوق له أوهام"، فلا يُحْتج به عند الانْفِراد، وقد انفرد بهذا الحديث عن ابن عبَّاس.

قال الإمام الطبراني: لَمْ يَرْو هذا الحديث عن قَيْس بن سَعْدٍ إِلَّا رَبَاحُ بن أبَي مَعْرُوفٍ.

والحديث ذكره ابن عَدي في ترجمة رَبَاحٍ، وقال: لا يرويه بهذا الإسناد غير رَبَاحٍ.

قلتُ: ومع انفراده فقد خالف ما رواه الثقات، وما هو مُخرَّجٌ في "الصحيح"، فقد أخرج البخاري، ومسلم عن أَبَي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، دَعَتْهُ خَزَنَةُ الجَنَّةِ، أَيْ فُلُ (٣) هَلُمَّ»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ذَاكَ الَّذِي لَا تَوِى عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ». (٤)

فهناك مخالفة بين الحديثين في المُنادِي، والمُنادَى عليه، والمكان:

فحديث الباب يدل على أنَّ أصحاب الجنَّة، وأهل الغُرف هم الَّذين ينادون على أبي بكر - رضي الله عنه -، ويقولون له مَرْحبًا مَرْحبًا، أمَّا حديث أبي هُريرة - رضي الله عنه - وغيره، فيدل على أنَّ الَّذين ينادون هم خزنة الجنَّة، وهم الواقفون على


(١) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٧/ ٩٩، "الثقات" ٧/ ٣٢٨، "التهذيب" ٢٤/ ٤٧، "الكاشف" ٢/ ١٤٠، "التقريب" (٥٥٧٧).
(٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٧/ ٤١١، "الجرح والتعديل" ٨/ ٣١٩، "الثقات" لابن حبَّان ٥/ ٤١٩، "تاريخ دمشق" ٥٧/ ١٧، "تهذيب الكمال" ٢٧/ ٢٢٨، "الكاشف" ٢/ ٢٤٠، "الميزان" ٣/ ٤٤٠، "التقريب" (٦٤٨١).
(٣) قال الإمام النووي في "المنهاج" (٧/ ١١٧): "فُلُ" بِضَمِّ اللَّامِ، هَكَذَا ضَبَطْنَاهُ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْقَاضِي وَآخَرُونَ غَيْرَهُ، وَضَبَطَهُ بَعْضُهُمْ: بِإِسْكَانِ اللَّامِ، وَالْأَوَّلُ أَصْوَبُ. قَالَ الْقَاضِي: مَعْنَاهُ أَيْ فُلَانٌ.
(٤) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٢٨٤١) ك/الجهاد، ب/فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل -، وبرقم (٣٢١٦) ك/بَدء الخلق، ب/ذِكْر المَلَائِكَةِ. ومسلم في "صحيحه" (١٠٢٧/ ٣) ك/الزكاة، ب/ مَنْ جَمَعَ الصَّدَقَةَ، وَأَعْمَالَ الْبِرِّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>