للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبوابها الثمانية - كما تدل على ذلك باقي الروايات، وسيأتي إن شاء الله - عز وجل - ذكر بعضها -، بالإضافة إلى أنَّ رواية الباب تدل على قصر هذا الفضل على أبي بكر - رضي الله عنه -، وهذا بخلاف رواية "الصحيحين"، فهي تدل على ثبوت ذلك لأبي بكر، ولغيره، وهذا واضحٌ من صيغة العموم في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَنْفَقَ"، ومن صيغة الجمع في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ»، لكنَّها تدل على ثبوت الأولوية، والأحقية لسيدنا أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.

- لذا قال الألبانيُّ (١): "منكرٌ"؛ وأعلَّه برَباح بن أبي مَعْروف، ثمَّ قال: وأنا أعتقد أنَّه وَهِم في متن هذا الحديث، وأتى بمعنى منكر، وهو قوله: " وأنت هو يا أبا بكر "!

فأين النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟! فلعلَّه أراد أن يقول: فأنت منهم، أو نحو ذلك، فخانته حافظته، فقال ما قال! ثمَّ ذكر الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وقد سبق ذكره.

- وأمَّا قول الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبرانيُّ في "الكبير"، و"الأوسط"، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، غَيْرُ أحمد بن أبي بَكر السَّالِمِيّ، وهو ثِقَةٌ. (٢) فسبق الجواب عنه في دراسة الإسناد، والصواب في السَّالمي أنَّه "مجهول الحال".

قلتُ: وتُوبِع على روايته لهذا الحديث - كما سبق في التخريج وسيأتي عند النظر في كلام المصنف -.

شواهدٌ للحديث:

وللحديث شاهدٌ من حديث عبد الله بن أبي أوفى، أخرجه البزار في "مسنده" (٣٣٤٣)، وخيثمة بن سُليمان في "حديثه" (١/ ١٢١)، وابن بطة في "الإبانة" - كتاب فضائل الصحابة - (١٩٨) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٤٠٢) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٠/ ١٠٣). كلهم من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ مُحَمَّدٍ المحاربي، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى - رضي الله عنه -، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعَ مَا كَانُوا، فَقَالَ: «إِنِّي أُرِيتُ اللَّيْلَةَ مَنَازِلَكُمْ فِي الْجَنَّةِ وَقُرْبَ مَنَازِلِكُمْ»، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي لأَعْرِفُ رَجُلا أَعْرِفُ اسْمَهُ وَاسْمَ أَبِيهِ وَأُمَّهُ، لا يَأْتِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلا يُقَالُ لَهُ مَرْحَبًا مَرْحَبًا»، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ هَذَا لَمُرْتَفِعٌ شَأْنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَهُوَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ» … الحديث مُطولاً"

قال البزَّار: وَعمَّارُ بن سَيْف صَالِحٌ (٣)، وعَبد الرَّحمن المحَاربيُّ ثِقَةٌ، وابن أبي مُوَاتِيَةَ صَالِحٌ، وسَائِرُ


(١) يُنظر: "السلسلة الضعيفة" (٦٩٣٣).
(٢) يُنظر: "مجمع الزوائد" (٩/ ٤٦).
(٣) الصواب ما قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (٤٨٢٦)، فقال: "ضَعيف الحديث عابدٌ". فقد ضعفه ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وأبو داود، فقال أبو حاتم: كان شيخاً صالحاً، وكان ضعيف الحديث، منكر الحديث. وقال ابن حبَّان: كَانَ مِمَّن يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير، حَتَّى رُبمَا سبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا، فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ؛ لما أَتَى من المعضلات عَن الثِّقَات، روى عَن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَن ابن أَبِي أَوْفَى عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَحَادِيث بواطيل لَا أصُول لَهَا يطول الْكتاب بذكرها. وقال ابن عَدي: الضَّعْفُ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِهِ. لذا فَيُحْمَل قول البَّزار على الصلاح والعبادة. يُنظر: "الجرح والتعديل" ٦/ ٣٩٣، "المجروحين" ٢/ ١٩٥، "الكامل" لابن عَدي ٦/ ١٣٧، "تهذيب الكمال" ٢١/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>