للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثانيًا:- دراسة الإسناد:

١) أحمد بن خُلَيْد: "ثِقَةٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١).

٢) عبد الله بن جعفر الرَّقِّيُّ: "ثِقَةٌ قبل أن يَتَغَيَّر"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٩).

٣) عُبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد: "ثِقَةٌ، فَقِيهٌ، حُجَّةٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٩).

٤) زَيْدُ بن أبي أُنَيْسة: "ثِقَةٌ، فَقِيهٌ، له أفراد"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٩).

٥) عَطَاءُ بن أبي رَبَاح - واسمه أَسْلَم- القُرَشي، الفِهْريُّ، أبو محمد المَكْيُّ.

روى عن: جابر بن عبد الله، وأبي هريرة، وعائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهم -، وغيرهم.

روى عنه: زيد بن أبي أُنَيسة، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج، وعمرو بن دينار، وخلقٌ سواهم.

حاله: قال ابن سعد: ثِقَةٌ، فقيهٌ، كثيرُ الحديث. وقال العجلي: تابعيٌّ، ثِقَةٌ، ومفتي أهل مكة في زمانه. وقال ابن معين، أبو زرعة، والذهبي: ثِقَةٌ. وقال ابن حجر: ثِقَةٌ، فَقِيهٌ، فَاضِلٌ، لكنَّه كثير الإرسال.

- وقال يحيى بن سعيد القطَّان: مُرسلات مجاهد أحبّ إليّ من مرسلات عطاءٍ بكثير، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب. وقال أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد. وقال ابن معين: ليست مرسلات عطاء بذاك.

- وقال علي بن المديني: اختلط بآخرةٍ، فتركه ابن جُريج وقيس بن سعد. وعلَّق الذهبي على هذا في "الميزان"، فقال: لم يَعْنِ ابن المديني بقوله "فتركه" الترك الاصطلاحي، بل عَنَى أنهما بَطَّلا الكتابة عنه، وإلا فعطاء ثبتٌ رضي. وزاد في "السير": ولكنه - أي عطاء - كَبُرَ وضَعُفت حواسه، وكانا قد تَكَفَّيَا منه، وتَفَقَّهَا، وأكثرا عنه فبَطَّلا. ونقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" عن قيس بن سعد ما يؤيّد ذلك.

وقال ابن حجر في "التقريب": وقيل إنه تَغَيَّر بآخرةٍ ولم يَكْثُر ذلك منه. وفسَّر الشيخ/ طارق بن عوض الله قول الحافظ ابن حجر: "ولم يَكْثُر ذلك منه"؛ فقال: لعلَّها "ولم يُؤَثِّر ذلك فيه". (١) وقال صاحبا "تحرير التقريب": لا نعلم أحدًا روى عنه بعد تغيّره إن صَحَّ أنَّه تَغَيَّر، ولم يذكره أحد ممن أَلَّف في المختلطين.

قلتُ: ولعلَّ المراد بالتغيُّر هنا هو نقص الحفظ بسبب الهِرَم والشَيْخُوخة، وليس الاختلاط الاصطلاحي (٢)، ويؤكد ذلك أنَّ العلماء لم يُميزوا مَنْ روى عنه قبل الاختلاط، وبعده؛ بل بالعكس فابن جريج وقيس بن سعد لمّا تغيَّر حفظه لم يسمعا منه؛ فهو مِنْ المرتبة الأولى مِنْ المختلطين، الذين لم يَصح وصفهم بالاختلاط، أو الذين لم يسمع منهم أحدٌ بعد الاختلاط، لذا ذكره ابن حجر بصيغة التمريض "قيل".

- وأمَّا ما نقله ابن حجر في "تهذيب التهذيب" عن الإمام أحمد أنَّه نُقل عنه ما يدل على أنه كان يُدَلِّس؛ فَلَعَلَّ المراد به الإرسال، لذا لم يذكره في "طبقات المدلسين"، ولم يصفه أحدٌ من أهل العلم بالتدليس.


(١) يُنظر: "تذهيب تقريب التهذيب" ٣/ ٥٠٩.
(٢) يُنظر: "الاختلاط عند المحدّثين" د/ملفي بن حسن ملفي الشهري ص/٤٠ - بحث مستل من حولية كلية أصول الدين والدعوة بطنطا، العدد الثالث عشر، سنة ١٤٢٣ هـ، ٢٠٠٢ م-.

<<  <  ج: ص:  >  >>