للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبو حاتم، والنَّسائي: ثِقَةٌ. ولَقَّبَه مَرْوان بن مُعاوية بالميزان. وذكره ابن حبَّان في "الثقات". وقال الذهبي: ثقةٌ حجةٌ. وفي "السير": أَجْمَعُوا عَلَى إِتقَانِه، وَالاحْتِجَاجِ بِهِ، وَلَمْ يُنْبَزْ بِتَشَيُّعٍ، وَلَا بِدعَةٍ، وحديثه مِنْ أعلى ما يكون في "صحيح البخاري". وروى له الجماعة.

- وقال الثوري: هو أعلم النَّاس بالشَّعْبيّ، وأثبتهم فيه. وقال أحمد: أصح النَّاس حديثًا عن الشَّعْبيّ ابنُ أبي خالد. وقال ابن معين، وأبو حاتم: لا أُقَدِّم عليه أحدًا مِنْ أصحاب الشَّعْبيّ. وقال العِجْلي: رُبَّما أرسل الشيء عن الشعبي، فإذا وُقِفَ أخبر. وقال العجلي: راوية لقيس بن أبي حازم، ولم يكن أحدٌ أروى عنه مِنْه.

- وذكره العلائيُّ، وأبو زرعة العراقي، وابن حجر في "المدلسين"، وقالوا: وصفه به النَّسائي. وجعله العلائي، وابن حجر في المرتبة الثانية مِنْ المدلسين. ثُمَّ ذكره العلائيُّ فيمن يُرسل عن جماعة مِنْ الصحابة، وغيرهم، كأنس بن مالك، وغيره. وفي "تهذيب التهذيب"، قال أبو نُعيم: أدرك إسماعيل اثنى عشر نفساً من الصحابة، منهم من سمع منه، ومنهم من رآه رؤية.

فالحاصل: أنَّه "ثِقَةٌ ثَبْتٌ"، وأمَّا وصف النَّسائي له بالتدليس فهو محمولٌ على الإرسال؛ فلم أقف على مَنْ ذكره بالتدليس غيره، وإنَّما ذكره غير واحدٍ بالإرسال، وتدليسه عن الشَّعبي قليلٌ ونادر؛ بدليل قول العجلي: رُبَّما أرسل عن الشَّعْبيّ، ومع ذلك فإذا وُقِفَ أخبر. وعلى كل حال فلو صَحَّ وصفه بالتدليس فهو مِمَّن يُحتمل تدليسه فلا يُتَوقف في عنعنته. توفيَّ سنة سِتٍ وأربعين ومائة. (١)

٥) عَدِيّ بن ثابت الأنصاري: "ثِقَةٌ"، تُوفيَّ سنة ست عشرة ومائة، تَقَدَّم في الحديث رقم (٣٥).

٦) البَرَاءُ بن عَازب بن الحارث، أبو عُمارة، وأبو عَمرو، ويُقَال: أبو الطُّفَيل، الأَنْصَاريُّ، المدنيُّ.

روى عن: النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكرٍ الصديق - رضي الله عنه -، وعُمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وآخرين.

روى عنه: عدي بن ثابت، وعامر الشَّعْبيّ، وأبو إسحاق السَّبيعيُّ، وآخرون.

له ولأبيه صحبةٌ. استصغره النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، وأول مشاهده الخندق، وقيل: أحد. وغزا مع النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة غزوة، وقيل: خمس عشرة غزوة. (٢)

ثالثًا:- الحكم على الحديث:

مِمَّا سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "ضَعيفٌ"؛ لأجل عُبَيْد بن هشام الحلبي "ثِقَةٌ، لكنَّه اختلط بآخرة، ولُقِّن أحاديث"، ولم يَتَميز حديثه.


(١) يُنظر: "التاريخ الكبير" ١/ ٣٥١، "الثقات" للعِجْلي ١/ ٢٢٤، "الجرح والتعديل" ٢/ ١٧٤، "الثقات" لابن حبَّان ٤/ ١٩، "المتفق والمفترق" ١/ ٣٥٤، "تهذيب الكمال" ٣/ ٦٩، "الكاشف" ١/ ٢٤٥، "تاريخ الإسلام" ٣/ ٨١٦، "السير" ٦/ ١٧٦، "جامع التحصيل" (ص/١٠٥ و ١١٣ و ١٤٥)، "تحفة التحصيل" (ص/٢٧)، "المدلسين" لأبي زرعة (ص/٣٦)، "تهذيب التهذيب" ١/ ٢٩٢، "طبقات المدلسين" (ص/٢٨)، "التقريب" (٤٣٨)، "معجم المدلسين" (ص/٨٢)، وفيه: أنَّ تدليسه خاصٌ بروايته عن الشَّعْبيّ، فلا ينبغي التوقف في عنعنته عن غير الشَّعْبيّ.
(٢) يُنظر: "الاستيعاب" ١/ ١٥٥، "أسد الغابة" ١/ ٣٦٢، "الإصابة" ١/ ٥١٩، "تهذيب الكمال" ٤/ ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>