للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"الفوائد" غالبا تشتمل على فرائد الرواة، وغرائب الروايات. (١)

خامسًا:- التعليق على الحديث:

قال المناوي: قوله: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي": أي أعامله على حسب ظنه، وأفعل به ما يتوقعه مني، فليحسن رجاءه بي، ففيه الحث على تغليب الرجاء على الخوف، قال الكرماني: وهو كما قال المحققون مقيد بالمحتضر". ا. هـ بتصرف (٢)

وقوله: "إنْ خَيْرًا فَخَيْرًا، وَإِنْ شَرًّا فَشَرًّا": أي إن ظن خيرًا أعمل به خيرًا، وإن ظن بي شرًا أعمل به شرًا".

قال ابن القيم - رضي الله عنه -: "إن أعظم الذنوب عند الله - جل جلاله - إساءة الظن به، فإن المسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المُقدس، وظن به ما يناقض أسماءه وصفاته". ا. هـ (٣)

وقال المناوي - رضي الله عنه -: قال ابن عطاء الله - رضي الله عنه -: "بخٍ بخٍ لحسن الظن به، وهذا لمن مَنَّ الله به عليه، فمن وجده لم يفقد من الخير شيئًا، ومن فقده لم يجد من الخير شيئا، ولا تجد غدًا لك عند الله أنفعَ منه ولا أجدى". (٤)

فاللهم عاملنا بفضلك وكرمك، وإن قصرت بنا أعمالنا - ولا شك فقد قصرت - فليس معنا إلا حسن الظن بك، وليس لنا إلا رجاؤك، يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.

* * *


(١) قال أبو سُليمان جاسم بن سُليمان الدَوْسري في "الروض البسام" ١/ ٥٢: الفوائد عند المحُدثين هي: الكتب التي تجمع غرائب أحاديث الشيوخ، ومفاريد مروياتهم، وتشتمل على الصحيح، والضعيف، وهو الغالب على الغرائب.
قلتُ: وقد أفادنا بهذا أستاذنا الفاضل أ. د/ أحمد معبد، في محاضراته القيمة - فجزاه الله عنا وعن العلم وأهله خير الجزاء -.
(٢) ينظر: "فيض القدير" (٢/ ٣١٢).
(٣) ينظر: "الداء والدواء" (١/ ١٣٨).
(٤) ينظر: "فيض القدير" (٢/ ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>