للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَقَالَ لِي: «مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ؟» فَقُلْتُ: قَدْ قَضَى اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ عَلَى رَسُولِهِ، فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ.

فَقَالَ: «أَفَضُلُ شَيْءٌ؟» … فَقُلْتُ: نَعَمْ.

فَقَالَ: «انْظُرْ أَنْ تُرِيحَنِي مِنْهَا، فَإِنِّي لَسْتُ داخِلاً (١) عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِي حَتَّى تُرِيحَنِي مِنْهُ».

فَلَمْ يَأْتِنَا أَحَدٌ حَتَّى أَمْسَيْنَا. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَتَمَةَ دَعَانِي، فَقَالَ: «مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ؟»

قُلْتُ: هُوَ مَعِي لَمْ يَأْتِنَا أَحَدٌ، فَبَاتَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَصْبَحَ، وَصَلَّى الْيَوْمَ الثَّانِي حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ النَّهَارِ جَاءَهُ رَاكِبَانِ، فَانْطَلَقْتُ بِهِمَا فَأَطْعَمْتُهُمَا، وكَسَوْتُهُمَا. حَتَّى إِذَا صَلَّى العَتَمَةَ دَعَانِي، فَقَالَ: «مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلَكَ؟»

فَقُلْتُ: قَدْ أَرَاحَكَ اللَّهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَبَّرَ، وَحَمِدَ اللَّهَ شَفَقًا مِنْ أَنْ يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ وَعِنْدَهُ ذَلِكَ.

ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى جَاءَ أَزْوَاجَهُ، فَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ امْرَأَةٍ، حَتَّى أَتَى مَبِيتَهُ، فَهَذَا الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ، - صلى الله عليه وسلم -.

* لا يُرْوَى هذا الحديثُ عن بلالٍ إلا بهذا الإسناد، تَفَرَّدَ به: مُعَاوِيَةُ بن سلام.

أولًا: - تخريج الحديث:

• أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١١١٩)، وفي "مسند الشاميين" (٢٨٦٩)، وفي "الأحاديث الطوال" (٤٩) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ١٤٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤/ ٣١٥) قال: حدثنا أحمد بن خُليد، به، وعند أبي نُعيم مُختصرٌ جدًّا.

• وأخرجه حمَّاد بن إسحاق الأزدي في "تركة النبي - صلى الله عليه وسلم - والسُّبل التي وجَّهَهَا فيها" (ص/ ٧٣)، من طريق يحيى بن أَكْثَم. وأبو داود في "سننه" (٣٠٥٥) ك/الخَرَاج، ب/الإمام يقبل هدايا المشركين - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكُبرى" (١٨٧٩١)، وفي "دلائل النبوة" (١/ ٣٤٨) -.

والبزَّار في "مسنده" (١٣٨٢)، قال: حدَّثنا الفُضَيل بن عبد الله، ومحمد بن عبد الله التميمي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١١٤٣٥)، وفي "دلائل النبوة" (١/ ٣٤٨)، من طريق أبي حاتم الرازي.

خمستهم (يحيى، وأبو داود، والفُضَيل، والتَّميمي، وأبو حاتم)، عن الرَّبيع بن نافع، بسنده، وبلفظه، إلا أحرُفًا يسيرة، واختصر أبو داود بعض مواضعٍ في المتن، وعند البيهقي من طريق أبي داود مُختصرٌ جدًّا.

وقال البزّار: لا نعلمه يُروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد.

• وأخرجه أبو داود في "سننه" (٣٠٥٦) ك/الخَرَاج، ب/الإمام يقبل هدايا المشركين، من طريق مَرْوان بن


(١) في الأصل "داخلٌ"، وصَوَّبه المحقق الفاضل في المطبوع "بداخلٍ"، وهو في "المعجم الكبير"، و"الأحاديث الطوال" كما أثْبتُهُ "داخلًا"، وفي "مسند الشاميين" كما في المطبوع "بداخلٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>