للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البخاري روى له مقرونًا بغيره (١). (٢)

٦) جابر بن عبد الله الأنصاري: "صَحَابِيُّ جَليلٌ، من المكثرين"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٢٠).

ثالثًا:- الحكم على الحديث:

مما سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "ضَعيفٌ"؛ لأجل عِلَّتَيْن:

الأُولى: المُثَنَّى بن الصَّبَّاح "ضعيف". قلتُ: وضعفه يزول بمتابعات من ذكرتهم - كمَعْقِل بن عُبيد الله الجَزَري، وموسى بن عُقبة، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج، وسبق تخريجها - عن أبي الزُّبير، عن جابر، فزال عنه ما نخشاه من ضعفه، فهي بمجموعها - على ما في بعضها - تُقَوّي حديثه، وترفعه.

الثانية: أبو الزُّبير المكيّ، "يدلّس في روايته عن جابر"، وقد رواه بالعنعنة - ولم أقف على تصريحه بالسماع من جابر عند كلَّ مَنْ خرَّج الحديث من طريقه -، ولم أقف - بعد طُول بحث - على رواية الليث بن سعد لهذا الحديث عن أبي الزُّبير، وبالتالي فلا سبيل إلا المتابعات والشواهد.

- وبهذه العلَّة أَعَلَّه الإمام ابن القَطَّان في كتابه "الوهم والإيهام" فقال: وَذكر - أي صاحب "الأحكام" - من طَرِيق مُسلم، عَن جَابر، أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي غَزْوَة غَزَاهَا: " استكثروا من النِّعَال … "، فقال: وَسكت عَنهُ، وَلم يبيِّن أَنه من رِوَايَة أبي الزبير، عَن جَابر، من غير رِوَايَة اللَّيْث عَنهُ. (٣)

مُتابعات للحديث:

وتُوبع أبو الزبير في هذا الحديث، تابعه الحسن البصري عن جابرٍ، لكنَّها مُتابعةٌ لا يُفرح بها؛ لكونها مِنْ رواية مُجَّاعة بن الزبير، عن الحسن، ومُجَّاعة هذا "ضَعيفٌ" - كما سبق -، ومع ضَعفه فقد اضطرب في رواية هذا الحديث، فرواه مَرَّة عن الحسن عن جابر - رضي الله عنه -، ومَرَّة عن الحسن عن عِمْران بن حُصَين، ولم يُتابعه


(١) وأجاب الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٣/ ٥١٨)، عن عدم إخراج البخاري له احتجاجًا، بقوله: ومع كوْن البخاري لم يحتج به، ما رأيتُ ذِكْره - أي أبي الزّبير - في كِتَابَيْه في "الضعفاء".
(٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ١/ ٢٢١، "تاريخ ابن معين/ برواية الدارمي" (ص/١٩٧)، "الثقات" للعجلي ٢/ ٢٥٣، "الجرح والتعديل" ١/ ١٥١، ٨/ ٧٤، "الثقات" لابن حبَّان ٥/ ٣٥١، "الكامل" لابن عدي ٧/ ٢٨٤، "تهذيب الكمال" ٢٦/ ٤٠٢، "الكاشف" ٢/ ٢١٦، "المُغني" ٢/ ٢٦٤، "تاريخ الإسلام" ٣/ ٥١٨، "الميزان" ٤/ ٣٧، "جامع التحصيل" (ص/١١٠، ٢٦٩)، "المدلّسين" لأبي زُرعة العراقي (ص/٨٨)، "التبيّن لأسماء المدلّسين" لبرهان الدين الحلبي (ص/٥٤)، "تهذيب التهذيب" ٩/ ٤٤٠، "تعريف أهل التقديس بمراتب الموْصُوفين بالتدليس" (ص/٤٥)، "اللسان" ٩/ ٤١٦، "التقريب" (٦٢٩١)، "معجم المدلّسين" (ص/٤٠٧)، "التدليس وأحكامه، وآثاره النقدية" د/ صالح بن سعيد عَوَمار الجزائري (ص/٣٠١ - ٣١٧)، وقد بيَّن في كتابه هذا أنّه سَبَرَ مرويَّات أبي الزُّبير، عن جابرٍ بالعنعنة في "صحيح مسلم"، وبَيَّن أنَّ الأحاديث التي لم يجد فيها لأبي الزّبير متابعاً عن جابر، ولا شواهد عن صحابةٍ آخرين - أي في "صحيح مسلم" -، عددها سبعٌ وعشرون رواية، ثم قال: وهذا العدد لا شكّ أننا نجد قسمًا منه فيه تصريح أبي الزّبير بالسماع، أو من رواية الليث عنه، أو نجد لأبي الزّبير متابعات، أو شواهد تقوّي روايته - أي من خارج "الصحيح" -، ويبقى عددٌ قليلٌ جدًّا لا يُرْوى إلا بالعنعنة، ولا مُعضّد له.
(٣) يُنظر: "الوهم والإيهام" (٤/ ٦١٢/برقم ٢١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>