للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حاله: قال ابن عُيينة: كان يحيى بن سعيد، يجيئ بالحديث على وجهه. وقال أيّوب: ما خَلَّفْتُ بالمدينة أحدًا أفقه من يحيى بن سعيد. وقال الثوْري: كان مِن حُفَّاظ الناس، وكان أجَلُّ عند أهل الحديث من الزُّهري. وقال ابن المديني، والعِجلي، وهشام بن عُروة، وأحمد، وابن مَعين، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة: ثِقَةٌ. وقال النسائي: ثِقَةٌ ثَبْتٌ مَأمُونٌ. وقال الذهبي: ثِقَةٌ حافظٌ فقيهٌ. وقال ابن حجر: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. وروى له الجماعة. (١)

٥) عَمْرةُ بنت عبد الرحمن بن سعد، الأنصارية، كانت في حِجْرِ عائشة، وأعلم الناس بحديثها.

روت عن: عائشة، وأم سلمة، وأم هشام بنت حارثة - أختها لأمها -، - رضي الله عنهم - وغيرهن.

روى عنها: يحيى بن سعيد، والزُّهري، وابنها أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن، وغيرهم.

حالها: قال ابن معين: ثِقَةٌ حُجَّةٌ. وقال ابن المديني، والعجلي، وابن حجر: ثِقَةٌ. وذكرها ابن حبَّان في "الثقات". وقال الذهبي: ثِقَةٌ حُجَّةٌ خَيِّرَةٌ، كثيرة العلم. وروى لها الجماعة. والحاصل: أنها "ثقةٌ، حجةٌ". (٢)

٦) أم سلمة هندٌ بنت أبي أُمية بن المغيرة المخزومية، زَوْج النبي - صلى الله عليه وسلم -، بنت عم خالد بن الوليد.

روت عن: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبي سلمة بن عبد الأسد - رضي الله عنه -، وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

روى عنها: عَمْرة بنت عبد الرحمن، ونافعٌ موْلاها، ونافعٌ موْلى ابن عُمر، وخلقٌ كثير.

تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - حين حَلَّت في شوال سنة أربع، بعد أبي سلمة - أخو النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة -، وكانت من أجمل النساء، وأشرفهن نسبًا، ومن المهاجرات الأُول، وتُعَدُّ من فقهاء الصحابيات. (٣)

ثالثًا:- الحكم على الحديث:

_ من خلال ما سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "مُنْكَرٌ"؛ لأجل فرج بن فَضَالة، روايته عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكرة، وقد انفرد به، عنه. وانفراده عن مِثْل يحيى بن سعيد الأنصاري في جلالته، وكثرة أصحابه الحفاظ المُتْقنين لحديثه، كالسفيانين، والحمَّادين، وشعبة، ومالك، والليث، وخلقٌ سواهم، دون أنْ يُتابعه أحدٌ مِنْ هؤلاء، لا شك أنَّه يَدُل على شدة ضَعف ونكارة روايته التي انفرد بها.

قال الطبراني: لم يَرْوه عن يَحْيَى بن سَعِيد إلا فَرَجُ بن فَضَالَةَ. وقال الدارقطني: تفَرَّد به فرج بن فضَالة، وهو ضعيفٌ. وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يَرْويه عن يحيى غير فرج، وله عن يحيى غيره مناكير.

وقال البيهقي: وهذا الحديث مما تفَرَّد به الفرج بن فضالة، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحَدِّث عنه، ويقول: حَدَّث عن يحيى بن سعيد أحاديث مُنْكرة، مقلوبة، وضَعَّفه سائر أهل العلم بالحديث. (٤)


(١) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٨/ ٢٧٥، "الثقات" للعجلي ٢/ ٣٥٢، "الجرح والتعديل" ٩/ ١٤٧، "تاريخ دمشق" ٦٤/ ٢٣٨، "تهذيب الكمال" ٣١/ ٣٤٦، "الكاشف" ٢/ ٣٦٦، "السِيَر" ٥/ ٤٦٨، "التقريب" (٧٥٥٩).
(٢) يُنظر: "الثقات" للعجلي" ٢/ ٤٥٦، "الثقات" ٥/ ٢٨٨، "تهذيب الكمال" ٣٥/ ٢٤١، "السِيَر" ٤/ ٥٠٧، "التقريب" (٨٦٤٣).
(٣) يُنظر: "الاستيعاب" ٤/ ١٩٢٠، "أسد الغابة" ٧/ ٢٧٨، ٧/ ٣٢٩، "الإصابة" ١٤/ ٢٦٠، "تهذيب الكمال" ٣٥/ ٣١٧، "السِيَر" ٢/ ٢٠١.
(٤) يُنظر: "معرفة السنن والآثار" (١١٧٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>