للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثالثاً: - الحكم على الحديث:

مِمَّا سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "ضَعيفٌ"؛ لأجل هشام بن عَمَّار "كَبِرَ فصار يَقْبَلُ التلقين، فحديثه القديم أصح"، وفيه أيضاً إسماعيل بن عَيَّاش "مُخَلِّطٌ في روايته عن الحجازيين"، وهذه مِنْها.

وللحديث مُتابعاتٌ في "الصحيحين" - كما سبق في التخريج -، فالحديث بمجموع طُرُقه "صَحيحٌ لغيره".

رابعاً: - النظر في كلام المُصَنِّف - رضي الله عنه - على الحديث:

قال المُصَنِّفُ - رضي الله عنه -: لم يَرْوِ هذا الحديث عن هِشَامٍ إلا إِسْمَاعِيلُ.

قلتُ: ومِمَّا سبق في التخريج يَتَبَيَّن أنَّ الحديث لم يَنْفَرد به إسماعيل بن عَيَّاش عن هشام بن عُروة؛ بل تابعه جماعة، منهم: أبو أسامة حمَّاد بن أسامة، وحُميد بن عبد الرحمن، ويحيى بن بُكير، ومحمد بن يحيى بن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْر، كلهم رووه عن هشام بن عُروة، به، مُطولاً، وبعض هذه المتابعات في "الصحيحين".

قلتُ: وكنت في بداية الأمر أظن أنَّ مُراد الطبراني: أنَّه لم يَروه عن هشام إلا إسماعيل، أي: بلفظه؛ حتى وقفت - بعد زيادة مِنْ البحث - على رواية أبي أسامة عند البخاري في "التاريخ الأوسط"، بلفظه.

خامساً: - التعليق على الحديث:

قال ابن عبد البر: واختلف فِي وقت وفاة أُمّ المؤمنين خديجة، فقال أبو عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى: توفيت قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل بأربع سنين. وكانت وفاتها قبل تزويج رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عائشة. وقال قتادة: توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين. قال ابن عبد البر، وابن الأثير: قول قتادة عندنا أصحّ. (١)

* * *


(١) يُنظر: "الاستيعاب" (٤/ ١٨٢٥)، و"أسد الغابة" (٧/ ٨٦)، "فتح الباري" لابن حجر (٧/ ١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>