للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَوَّاظٍ (١) مُسْتَكْبِرٍ». (٢) واللفظ لمسلم.

وأخرج البخاري ومسلمٌ في "صحيحيهما" عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "تَحَاجَّتِ النَّارُ، وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ، وَالْمُتَجَبِّرِينَ، … الحديث". (٣)

وأخرج الإمام مسلمٌ في "صحيحه" عن عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ». (٤) وغيرها مِنْ الأحاديث.

رابعاً: - النظر في كلام المصنف - رضي الله عنه -:

قال المُصَنِّف - رضي الله عنه -: لم يَرْوِ هذا الحديث عن طَاوُسٍ إلا عَبْدُ اللَّهِ بن حُمَيْدٍ، تَفَرَّدَ به: سُوَيْدٌ.

قلتُ: ومِن خلال ما سبق في التخريج يتضح صحة ما قاله المُصَنِّف - رضي الله عنه -.

خامساً: - التعليق على الحديث:

قال المُناوي: قوله: "إِيَّاكُمْ وَالْكِبْرَ": فإنَّما أهلك إبليسَ الكبرُ، قال: أنا خير منه، وإنما كملت فضائل آدم - عليه السلام - باعترافه على نفسه. وقوله: "وَإِنَّ عَلَيْهِ الْعَبَاءَةَ": مِنْ شِدَّة الحاجة وضنك المعيشة وقلة الشيء، ولا يمنعه رثاثة حاله عن النظر في عاقبته وماله، وما ينبغي لمن خرج من مخرج البول مرتين أن يتكبر. وقيل: التواضع مع الجهل والبخل أَحْمَدُ عند الحكماء من الكبر مع الأدب والسخاء. (٥)

وقال الإمام النووي: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ … وذكر مِنْهم: وَعَائِلٌ


(١) قال ابن حجر في "الفتح" (٨/ ٦٦٣): الجَوَّاظ: بفتح الجيم وتشديد الواو، وآخره معجمة، الكثير اللحم المختال في مشيه، حكاه الخطابي، وقال ابن فارس، قيل: هو الأكول وقيل الفاجر.
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٤٩١٨) ك/التفسير، ب/ قول الله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}، وبرقم (٦٠٧١) ك/الأدب، ب/الكِبْرِ، وبرقم (٦٦٥٧) ك/الأيمان والنذور، ب/ قول الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}، ومسلمٌ في "صحيحه" (٢٨٥٣) ك/الجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا، ب/النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاءُ.
(٣) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٤٨٤٩ و ٤٨٥٠) ك/التفسير، ب/قول الله تعالى {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}، وبرقم (٧٤٤٩ و ٧٤٥٠) ك/التوحيد، ب/مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ}، ومسلمٌ في "صحيحه" (٢٨٤٦) ك/الجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا، ب/النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاءُ.
(٤) أخرجه الإمام مسلمٌ في "صحيحه" (٩١) ك/الإيمان، ب/تَحْرِيم الكِبْرِ وَبَيَانِهِ.
(٥) يُنظر: "فيض القدير" (٣/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>