للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥) عاصم بن بَهْدلة: وهو ابن أبي النَّجُود الأسدي، أبو بكر المُقرئْ: "صدوقٌ، حُجَّةٌ في القراءة". (١)

٦) أبو صالح ذَكْوان السَّمَّان، المدني: "ثِقَةٌ، ثَبْتٌ". (٢)

٧) أبو هُرَيْرة - رضي الله عنه -: صحابيٌّ جليلٌ، من المكثرين، تقدَّم في الحديث رقم (٦).

ثالثًا:- النظر في الخلاف على هذا الحديث:

مما سبق يتبيّن أنَّ الحديث مداره على زيْد بن أبي أُنيسة، واختُلف عليه فيه من وجهين:

الوجه الأول: زيْد بن أبي أُنيسة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.

الوجه الثاني: زيْد بن أبي أُنيْسة، عن عاصم بن بَهْدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

والذي يظهر - والله أعلم - أنَّ الوجه الثاني هو الأشبه والأقرب للصواب؛ وذلك للقرائن الآتية:

١) أنَّ الوجه الأول فيه: عبد الله بن جعفر "ثِقَةٌ، قبل أنْ يَتَغَيَّر"، ورُبَّمَا خالف - كما قال ابن حبَّان -، والرَّاوي عنه أحمد بن خُليد، ولم يتميَّز هل روى عنه قبل الاختلاط أم بعده، ومثله لا يُحتجّ به حتَّى يُتابَع.

٢) وهذا بخلاف الوجه الثاني، فإسناده صَحيحٌ، بل وقد رواه محمد بن سلمة، عن خاله خالد بن أبي يزيد، وهو راويته، ورواه خالد بن أبي يزيد، عن زيْد بن أبي أُنيسة، وهو راويته أيضًا.

٣) وجود مُتابعات لزيد بن أبي أُنَيْسة على الوجه الثاني - وأسانيدها صحيحة -، بخلاف الوجه الأول فلم يُتابع عليه، ولا شك أنَّ ما تُوبع فيه الراوي أثبت مِمَّا لم يُتابع عليه، والله أعلم.

رابعًا:- الحكم على الحديث:

أ الحكم على الحديث (بإسناد الطبراني):

مما سبق يَتَبَيَّنُ أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "شَاذٌّ"؛ لمُخالفته ما رواه الثقات عن زيد بن أبي أُنَيْسة.

ب الحكم على الحديث من وجهه الرَّاجح (بإسناد السَّرَّاج):

مِمَّا سبق يتبيّن أنّ الحديث مِنْ وجهه الراجح "حَسَنٌ لذاته"؛ فيه: عاصم بن بَهْدَلة، صدوقٌ حسن الحديث.

[متابعات للحديث]

أخرج البخاري، ومسلم في "صحيحيهما"، من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ». واللفظ لمسلم. (٣)


(١) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٦/ ٣٤٠، "التهذيب" ١٣/ ٤٧٣، "السير" ٥/ ٢٥٧، "الميزان" ٢/ ٣٥٧، "التقريب" (٣٠٥٤).
(٢) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٣/ ٤٤، "تهذيب الكمال" ٨/ ٥١٣، "الكاشف" ١/ ٣٨٦، "التقريب" (١٨٤١).
(٣) أخرجه البخاري (٦٥٧) ك/الأذان، ب/فضل العشاء في الجماعة. ومسلم (٦٥١/ ٢) ك/المساجد، ب/صلاة الجماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>