للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٢٩/ ٥٢٩]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاهِرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: نا أَبِي، قَالَ: نا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا (١)، وَسَمْتًا (٢)، [وَنَحْوًا] (٣) بِرَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - حِينَ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَعُودَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.

* لم يَرْوِ هذا الحديث عن الأعمش، عن زَيْدِ بن وَهْبٍ إلا دَاهِرٌ الرَّازِيُّ.

هذا الحديث مَدَاره على الأعمش، واختُلف عنه مِنْ وجهين:

الوجه الأول: الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن حذيفة - رضي الله عنه -.

الوجه الثاني: الأعمش، عن شقيق بن سلمة الأسدي، عن حذيفة - رضي الله عنه -.

وتفصيل ذلك كالآتي:

أولاً: - الوجه الأول: الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن حذيفة - رضي الله عنه -.

أ تخريج الوجه الأول:

رواه بهذا الوجه عبد الله بن داهر الرَّازي، واضطرب فيه:

• فرواه مَرَّة عن أبيه، عن الأعمش، به - كما في رواية الباب -.

• ورواه مَرَّة عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، به: أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" (٨٤٩٠)، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاهِرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وَسَمْتًا وَنَحْوًا بِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - … الحديث».

ب مُتابعات للوجه الأول:

• وأخرجه البزار في "مسنده" (٢٨١٢)، مِنْ طريق عِمْرَان بن أَبَانَ الوَاسِطِيّ، قال: أخبرنا يَزِيدُ بن عَطَاءٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن زَيْدِ بن وَهْبٍ، عن حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: " مَا أَحَدٌ أَشْبَهَ هَدْيًا، ولا دَلًّا بِرَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حَيْثُ


(١) هَدْيًا: قال أبو عبيد: الهدي، والدَّلُّ متقاربان، يقال في السكينة، والوقار، وفي الهيبة، والمنظر، والشمائل، قال: والسمت يكون في حسن الهيئة والمنظر من جهة الخير والدين، لا من جهة الجمال والزينة، ويطلق على الطريق، وكلاهما جيدٌ، بأن يكون له هيئة أهل الخير على طريقة أهل الإسلام. يُنظر: "فتح الباري" (١٠/ ٥١٠).
(٢) سَمْتًا: وهو حُسْنُ المنظر في أمر الدين، ويطلق أيضًا على القصد في الأمر، وعلى الطريق. "فتح الباري" (١٠/ ٥١٠).
(٣) هكذا بالأصل، وبالمطبوع "ونَجْوًا" بالجيم المعجمة، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٨٤٩٠)، مِنْ طريق عبد الله بن عبد القدُّوس، عن الأعمش، وفيه: "ونَحْرًا" بالحاء المهملة، بعدها راء، ولعلَّه تصحيف؛ ووقع في جميع طُرُقِ الحديث - كما عند البخاري، وغيره، وكما في التخريج - " دَلًّا " بفتح المهملة، وتشديد اللام، هو حسن الحركة في المشي والحديث، ويطلق على الطريق. "فتح الباري" (١٠/ ٥١٠). وقال البغوي في "شرح السنة" (١٤/ ١٤٨): وَالدَّلُّ والسمت وَالْهَدْيُ قَرِيبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، وَهُوَ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، وَحُسْنُ الْهَيْئَةِ، وَالْمَنْظَرِ، يُرِيدُ شَمَائِلَهُ فِي الْحَرَكَةِ وَالْمَشْيِ وَالتَّصَرُّفِ فِي الدِّينِ، لَا فِي الزِّينَةِ وَالْجَمَالِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>