للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٩٨/ ٥٩٨]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى (١)،

عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ (٢)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ».


(١) بالبحث في الرواة تبيَّن أنَّ معاوية بن يحيى اثنان، أحدهما: الأطرابلسيّ، والثاني: الصَّدَفيّ، والأول منهما ثِقَةٌ - كما سيأتي في دراسة الإسناد بإذن الله تعالى -، والثاني منهما مُتَّفقٌ على ضعفه - يُنظر ترجمته: "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٨٣)، "التهذيب" (٢٨/ ٢٢١)، "التقريب" (٦٧٧٢) -، ورواية الباب أخرجها ابن عدي في "الكامل" (٨/ ١٤٢) في ترجمة الأطرابُلسيّ، وليس الصدفي، وتبعه على ذلك ابن القيسرانيّ في "ذخيرة الحفَّاظ" (١/ ٢٤٤)، وبه قال الإمام أبو سعد الخركوشيّ في "شرف المصطفى - صلى الله عليه وسلم - " (٥/ ١٩١)؛ بينما ذكره الذهبي في "الميزان" (٤/ ١٣٩)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٢٢٠) في ترجمة الصدفي، وتبعهما على ذلك الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (١/ ٢٨٨/برقم ١٥٦ و ٩/ ١٥ - ١٦/برقم ٤٠١١).
قلتُ: وبقية بن الوليد يروي عنهما معًا، عن الصدفيّ، والطرابُلسيّ - كما في "تهذيب الكمال" (٤/ ١٩٤) -، ولعلَّ الأقرب - والله أعلم - أنَّ عدم تمييزه مِنْ بقيّة بن الوليد، فإنَّه كان يُدَلِّسُ كثيرًا فيما يتعلق بالأسماء - كما سبق في ترجمته -، فأطلق اسمه، ولم يُبَيّن هل هو الصدفي، أم الأطرابُلسيّ؟ فاختلف العلماء، فأخرج بعضهم الحديث في ترجمة الأطرابلسيّ - كما فعل ابن عدي -، وذكره البعض في ترجمة الصًّدَفيّ - كما فعل الذهبيّ، وابن حجر -.

وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة معاوية بن يحيى الأطرابلسيّ مِنْ "تاريخ دمشق" (٥٩/ ٢٨٩)، والمزيُّ في "التهذيب" (٢٨/ ٢٢٤): أنَّ معاوية بن يحيى قد روى عن سُليمان بن سُليم. ووقع في بعض الروايات - كما سيأتي بإذن الله تعالى في تخريج رواية الباب -، أنَّ مُعاوية بن يحيى روى حديث الباب عن سُليمان بن سُليم؛ ووقع كذلك في بعض الأحاديث غير حديث الباب، أنَّ مُعاوية بن يحيى يروي عن سُلَيْمَان بن مُسلم، ويُسمى في بعض الروايات بسُلَيْمَان بن سُلَيْم، وذلك كالآتي:
فأخرج القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (١٠٤) - ومِنْ طريقه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (١٩٤) -، مِنْ طريق نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ نَظَرًا عَلَى مَنْ يَقْرَؤُهُ ظَاهِرًا كَفَضْلِ الْفَرِيضَةِ عَلَى النَّافِلَةِ». فسمَّاه سُليمان بن مُسلم؛ بينما وقع في المطبوع مِنْ "الترغيب" لابن شاهين: سُليمان بن سُليم.
قلتُ: والحديث ذكره ابن كثير في "فضائل القرءان" (ص/٢١٠) بإسناد أبي عُبيدة بن سلام، وقال: وهذا الإسناد فيه ضعف، فإن معاوية بن يحيى هذا هو الصدفي أو الأطرابلسي، وأيا ما كان فهو ضعيف. وقال محققه الفاضل الشيخ/أبو إسحاق الحويني: وقع الاضطراب في هذا الاسم، ففي بعض النُّسخ "سُليم بن مُسلم"، وفي بعضها "سُليمان بن مُسلم".
ولم أقف - على حد بحثي - على أحد ذكر في شيوخ الصدفيّ سُليمانَ بن مُسلم، أو سُليمان بن سُليم؛ وعليه فيكون الأقرب إلى الصواب - والله أعلم - أن يكون معاوية بن يحيى هو الأطرابُلسيّ، وليس الصدفيّ.
(٢) هكذا بالأصل، وبالمطبوع: "سُليمان بن مُسلم"، وهو كذلك في "مجمع البحرين" حديث برقم (٣١٠٥)، وفي "المطالب العالية" لابن حجر - وقد ذكر الحديث بإسناد المُصَنِّف - حديث برقم (٢٧٢٢)، وهو كذلك عند كل مَنْ أخرج الحديث مِنْ طريق بقية بن الوليد - كما هو ظاهر في التخريج -، إلا أنَّ الحديث ذكره الذهبي في "الميزان" (٤/ ١٣٩)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٢٢٠)، وعزوه إلى البخاريّ في "الضعفاء" مِنْ طُرُقٍ أُخرى عن بقية بن الوليد، ووقع عندهما سُليمان بن سُليم، بدل: سُليمان بن مُسلم، وعليهما اعتمد الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (١/ ٢٨٨/برقم ١٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>