للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧) عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهم -، أم المؤمنين، وتُكنّى بِأُمِّ عبد الله.

روت عن: النبي - صلى الله عليه وسلم - الكثير الطيب، وعن أبيها - رضي الله عنه -، وفاطمة الزهراء، وآخرين.

روى عنها: عبد الله بن فرّوخ، وعبد الله بن عمر - رضي الله عنه -، وعبد الله بن عبّاس - رضي الله عنهم -، وجمع غفير.

لها فضائل كثيرة لا تحصى: فهي البريئة المبرأة من فوق سبع سماوات، وحبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الفقيهة، المُحَدِّثَة، مرجع الصحابة عند الاختلاف بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أفضل النساء، وأعلمهنّ، العابدة الزاهدة، التَقيّة النّقيّة، رضي الله عنها وأرضاها. (١)

ثالثاً:- الحكم على الحديث:

مما سبق يَتَبَيَّن أن هذا الحديث بإسناد الطبراني "صحيح لذاته".

والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" كما سبق.

رابعاً:- التعليق على الحديث:

هذا الحديث يدل دلالة واضحة على لطيف صنع الله وحكمته - سبحانه وتعالى -، وعلى حسن تقديره، وعجيب صنيعه، وحسن تركيب خلقه؛ هكذا ترجم الإمام أبو الشيخ بن حيان الأنصاري في العظمة لهذا الحديث.

بل ويدل على وحدانية الخالق - جل جلاله -، وأنه ناقل أحوال النطفة إلى العلقة، ثم إلى المضغة، ثم إلى العظام، إلى إنشائه بشراً سوياً، هكذا ترجم الإمام أبو عبد الله ابن مندة في كتابه "التوحيد".

وهذا ما يدعونا إلى النظر والتأمل في أنفسنا، كما قال الله - عز وجل -: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}. (٢)

ولقد أبدع الإمام ابن القيّم في الحديث عن حكمة خلق الله - عز وجل - لكل عضو من أعضاء جسم الإنسان ظاهراً كان أو باطناّ، ومما قاله في الحكمة من خلق المفاصل، وتعددها: ولمّا كان الإنسان محتاجا إلى الحركة بجملة بدنه، وببعض أعضائه للتردد في حاجته لم يجعل عظامه عظماّ واحداّ، بل عظاماّ متعددة، وجعل بينها مفاصل حتى تتيسر بها الحركة، وكان قدر كل واحد منها وشكله على حسب الحركة المطلوبة منه، وكيف شدّ أسر تلك المفاصل والأعضاء، وربط بعضها ببعض بأوتار ورباطات … فإذا أراد العبد أن يحرّك جزء من بدنه لم يمتنع عليه، ولولا المفاصل لتعذر ذلك عليه … فتبارك الله أحسن الخالقين. (٣)

لذا وجب علينا شكر الله - عز وجل - على هذه النعمة العظيمة التي غفلنا عنها؛ ويدل على ذلك ما أخرجه مُسلمٌ في "صحيحه"، من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى (٤) مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ


(١) يُنظر: "أسد الغابة" ٧/ ١٨٦، "الإصابة" ٨/ ٢٣١، "تهذيب الكمال" ٣٥/ ٢٢٧، "السير" ٢/ ١٣٥ - ٢٠١.
(٢) سورة "الذاريات"، آية (٢١).
(٣) يُنظر: "مفتاح دار السعادة" (١/ ١٩٥).
(٤) السلامى: بفتح الميم، وتخفيف الياء، على وزن فُعالى، والجمع: سلاميات، قال ابن الأثير: وهي الأُنْمُلة، من أنامل الأصابع، وقيل: كل عظم مُجوف من صغار العظام؛ وقال الخطابي: أصله عظام الأصابع، وسائر الكف، ثم استُعمل في جميع عظام البدن، ومفاصله. "النهاية في غريب الحديث" ٢/ ٣٩٦، "معالم السنن" ١/ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>