للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خامساً: - التعليق على الحديث:

الحديث واضح الدلالة على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال، واحتج بعضهم على أن الرجال أكثر، واستدل بحديث: "رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ" (١)؛ والجواب: أنه لا يلزم من كونهن أكثر أهل النار أن يكن أقل ساكني الجنة، فيكون الجمع بين الحديثين أن النساء أكثر أهل النار وأكثر أهل الجنة، وبذلك يكن أكثر من الرجال وجوداً في الخلق - على نحو ما قاله الحافظ ابن حجر -. (٢)

وقال ابن رجب: ورام بعضهم الجمع بين الحديثين، بأن قلة النساء في الجنة، إِنَّمَا هو قبل خروج عصاة الموحدين من النار، فَإِذَا خرجوا منها كان النساء حينئذ أكثر، والصحيح أن أبا هريرة أراد أن جنس النساء في الجنة أكثر من جنس الرجال، لأنّ كل رجل منهم له زوجتان، ولم يرد أن النساء من ولد آدم أكثر من الرجال؛ ويدل عَلَى هذا، أنّه ورد في بعض روايات حديث أبي هريرة: "لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الحُورِ العِينِ" (٣). (٤)

وقال القاضي عياض: ويخرج من مجموع الحديثين أنَّ النساء أكثر ولد آدم، قال: وهذا كله في الآدميات، وإلا فقد جاء للواحد من أهل الجنة من الحور العين العدد الكثير. (٥)

* * *


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (١٤٦٢)، ك/الزكاة، ب/الزكاة على الأقارب، مِنْ حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، ومُسْلمٌ في "صحيحه" (٧٩)، ك/الإيمان، ب/بيان نُقْصَانِ الإيمان بِنَقْصِ الطَّاعَاتِ، مِنْ حديث عبد الله بن عُمر - رضي الله عنه -.
(٢) يُنظر: "فتح الباري" (٦/ ٣٢٥).
(٣) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٣٢٥٤)، ك/بدء الخلق، ب/ما جاء في صفة الجنَّة وأنَّها مَخْلُوقةٌ، وسبق في التخريج.
(٤) يُنظر: "التخويف من النار" - مطبوع ضمن "مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي" (٤/ ٣٧٤) -.
(٥) يُنظر: "المنهاج بشرح صحيح مسلم" للنووي (١٧/ ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>