للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال البوصيري: وفي الباب مِمَّا لم يذكره التِّرْمِذِيُّ: عن أبي بَكْرَةَ، وصَفْوَانَ بن عَسَّالٍ، وأبي مُوسَى، وعَوْفِ بن مالك، وخُزَيْمَةَ بن ثَابِتٍ، وقَيْسِ بن سَعْدِ بن عُبَادَةَ، وعَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ، وَمَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. (١)

وقال أبو بكر بن المنذر: ورُوِّينَا عن الحَسَنِ البصريّ، أنَّهُ قال: حدَّثني سَبْعُونَ من أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ مَسَحَ على الخُفَّيْنِ. (٢) وقال ابن عبد البر: رَوى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - المَسْحَ على الخفين نحوُ أربعين من الصحابة، واستفاض وتواتر. (٣) وقال ابن حجر: صَرَّح جَمْعٌ مِنْ الحفاظ بأنَّ المسح على الخفين متواترٌ، وجمع بعضهم رواته فجاوزوا الثمانين، ومنهم العشرة. (٤) وقال المُنَاوي: وقد بلغت أحاديث المسح التواتر، حتى قال الكمال بن الهمام: قال أبو حنيفة - رضي الله عنه -: ما قلت بالمسح حتى جاءني فيه مثل ضوء النهار، وعنه أخاف الكفر على من لم ير المسح على الخفين؛ لأنَّ الآثار التي جاءت فيه في حيز التواتر. (٥)

لذا عدَّه السيوطي، والكتاني في الأحاديث المتواترة. (٦)

وعليه فالحديث بمتابعاته، وشواهده يرتقي إلى "الصحيح لغيره"، والله أعلم.

خامساً:- النظر في كلام المُصَنِّف - رضي الله عنه - على الحديث:

قال المُصَنِّف - رضي الله عنه -: لم يَرْوِ هذا الحديث عن حُمَيْدِ بن مالكٍ إلا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ.

قلتُ: ومِمَّا سبق يَتَبَيَّن أنَّ حكم الإمام بالتَّفرد صحيحٌ، ولم أقف على ما يدفعه، وهو تَفَرُّدٌ نسبيٌّ.

خامسًا:- التعليق على الحديث:

قال الترمذي: هذا حَدِيثٌ مُفَسَّرٌ، لأنَّ بعض مَنْ أنكر المسح على الخُفَّيْنِ تأوَّلَ أنَّ مَسْحَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كان قبل نُزُولِ المائدة، وذكر جَرِيرٌ في حديثه أَنَّهُ رأى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ على الخُفَّيْنِ بَعْدَ نُزُولِها. (٧)

وقال النووي: أجمع من يُعتد به في الإجماع على جواز المسح على الخفين في السفر والحضر سواء كان لحاجة أو لغيرها، حتى يجوز للمرأة الملازمة بيتها؛ وإنَّما أنكرته الشيعة، والخوارج، ولا يُعتد بخلافهم، وقد روي عن مالك روايات فيه، والمشهور مِنْ مذهبه كمذهب الجماهير، وقد روى المسح على الخفين خلائق لا يحصون من الصحابة، قال الحسن البصري حدثني سبعون من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمسح على الخفين. وقال: وقولهم: "كَانَ يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ؛ لأَنَّ إِسْلامَ جَرِيرٍ، كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ" معناه: أن الله - عز وجل -


(١) يُنظر: "إتحاف الخيرة المهرة" (١/ ٣٨٩).
(٢) يُنظر: "الأوسط في السنن والإجماع" (١/ ٤٣٠).
(٣) يُنظر: "التمهيد" (١١/ ١٣٧).
(٤) يُنظر: "فتح الباري" (١/ ٣٠٦).
(٥) يُنظر: "فيض القدير" (٢/ ١٩٤).
(٦) يُنظر: "قطف الأزهار المتناثرة" حديث رقم (١٣)، "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" حديث رقم (٣٢).
(٧) يُنظر: "السنن" ك/الطهارة، ب/المسح على الخفين، الحديث رقم (٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>