للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٨٣/ ٥٨٣]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ النَّخَّاسُ (١)، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: مَنْ أَخَذْتُ حَبِيبَتَيْه (٢)،

فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ، لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ».

* لم يَرْوِ هذا الحديث عن أبي بِشْرٍ إلا هُشَيْمٌ، ولا يُرْوَى عن ابن عَبَّاسٍ إلا بهذا الإسناد.

أولاً: - تخريج الحديث:

• أخرجه الضياء المقدسيُّ في "المختارة" (٧٩)، مِنْ طريق المُصَنِّف، عن أحمد بن القاسم، به.

• وأخرجه أبو يَعْلى في "مسنده" (٢٣٦٥)، وفي "مُعْجَمه" (٣٣١ و ٣٣٥) - ومِنْ طريقه ابن حبَّان في "صحيحه" (٢٩٣٠) -؛ والطبراني في "الكبير" (١٢٤٥٢) - ومِنْ طريقه الضياء في "المختارة" (٧٨) -، عن عَلِيّ بن سَعِيدٍ الرَّازِيّ؛ والخطيب في "تاريخ بغداد" (١٦/ ٤٠٠) مِنْ طريق عبد اللَّهِ بن إِسْحَاق بن حَمَّادٍ.

ثلاثتهم (أبو يَعلى، وعليّ، وعبد الله) عن يَعقوب بن مَاهَان، عن هُشَيْم بن بَشير، به؛ جميعهم بلفظ: "إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي". ووقع تصريح هُشَيْم بالسَّمَاع مِنْ أبي بِشْر، عند أبي يَعلى، والخطيب.

وزاد عند الخطيب: قال: ولم يُحَدِّثْ هذا الحديث غير يَعْقُوبَ بن مَاهَانَ. قلت (الخطيب): أظنُّ هذا كلام المدائنيُّ عبد الله بن إسحاق، والله أعلم. قلتُ: ورواية الباب تدفعه، فقد تابعه الوليد بن صالح.

ثانيًا: - دراسة الإسناد:

١) أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر، الجَوْهَرِيُّ: "ثِقَةٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١٠١).

٢) الوَلِيْدُ بن صَالِح، أبو محمد الضَّبّيُّ الجَزَريُّ النَّخَّاس.

روى عن: هُشَيْم بن بَشِير، والحمَّادين، وعيسى بن يُونس، وآخرين.

روى عنه: أحمد بن القاسم، والبخاريُّ، وأبو حاتم، وأحمد بن إبراهيم الدَّورقيُّ، وآخرون.

حاله: قال أبو حاتمٌ، وأحمد بن إبراهيم الدَّورقيّ، وأبو عوانة، وابن حجر: ثِقَةٌ. وذكره ابن حبَّان في


(١) بالأصل، وكذلك بالمطبوع "النَّحَّاس" بالحاء المهملة، والصواب ما أثبته بالخاء المعجمة، والتصويب مِنْ "مجمع البحرين" حديث رقم (١١٧٩)، وكما هو مُثْبَتٌ في جميع مصادر ترجمته، والله أعلم. ويُنظر: "التقريب" (٧٤٢٩).
والنَّخَّاس: بِفَتْح النُّون، والخَاء المُشَدّدَة، آخره سين مُهْملَة، يُقَال هذا لمن يَبِيع الغلمان والجواري وَالدَّوَاب، وجماعة من العلماء كانوا يعملون هذا وآباؤهم. يُنظر: "الأنساب" (١٢/ ٥٥)، "اللباب" (٣/ ٣٠٢).
(٢) بالأصل، وكذلك بالمطبوع "حبيبته" بالإفراد، وليس بالتثنية، والتصويب مِنْ "المختارة" للضياء المقدسي، فقد أخرج الحديث بسنده مِنْ طريق المُصَنِّف، والحديث عنده كما أثبته، والحديث كذلك في "مجمع البحرين" حديث رقم (١١٧٩).

والمراد بهما: العينين. قال الحافظ ابن حجر: وَالمُرَادُ بِالحَبِيبَتَيْنِ المَحْبُوبَتَانِ؛ لأَنَّهُمَا أَحَبُّ أَعْضَاءِ الْإِنْسَانِ إِلَيْهِ، لِمَا يَحْصُلُ لَهُ بِفَقْدِهِمَا مِنَ الْأَسَفِ عَلَى فَوَاتِ رُؤْيَةِ مَا يُرِيدُ رُؤْيَتَهُ مِنْ خَيْرٍ فَيُسَرُّ بِهِ، أَوْ شَرٍّ فَيَجْتَنِبُهُ. يُنظر: "فتح الباري" (١٠/ ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>