للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رابعاً: - الحكم على الحديث:

أ الحكم على الحديث بإسناد الطبراني:

مِنْ خلال مَا سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "ضَعيفٌ جداً"؛ لأجل عبد الله بن سلمة الأفطس "متروك الحديث"، وقد انفرد به مع المخالفة.

ب الحكم على الحديث مِن وجهه الراجح:

مِنْ خلال ما سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث مِنْ وجهه الراجح بإسناد الإمام أحمد "ضَعيفٌ"؛ فيه أبو موسى اليماني "مجهول الحال".

وأخرج الخطيب البغدادي في "الكفاية" (١/ ٢٩٦/٢٤٣) بسنده عن شعبة، قال: لا تحملوا عن الثَّوْرِيِّ إلا عَمَّنْ تَعْرِفُونَ، فإنَّه كان لا يُبَالي عمَّن حمل. وبسنده أيضاً قال: سُفْيَانُ ثِقَةٌ يَرْوِي عن الكذَّابِينَ.

والحديث ضَعَّفَه العقيلي في "الضعفاء الكبير". (١)

وقال ابن القَطَّان: وأبو مُوسَى هذا لا يُعرف البَتَّةَ، وقول التِّرمذيّ فيه: حسنٌ، هُوَ باعتبار قول من يَقبل أحاديث هذا النَّوع، ولا يَبْتَغِي فيهم على الإسلام مزيداً، ما لم يثبت فيه ما يُتْرك له رواياتهم، وسواء عند هؤلاء روى عن أحدهم وَاحِدٌ أو أَكثر. (٢)

وقال النووي: رواه الطبراني في "الكبير"، وفي إسناده نظرٌ. (٣)

بينما قال ابن عبد البر: وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "مَنْ لَزِمَ الْبَادِيَةَ جَفَا". (٤) وقال التبريزي: هذا حديثٌ حسنٌ. (٥) وجوَّد إسناده ابن مُفلح جازماً بأنَّ أبا موسى هو: إسرائيل بن موسى. (٦) وسبق قول الحافظ ابن حجر: ووهم مَنْ قال: إنَّه إسرائيل بن موسى. وذكره السيوطي، وعزاه إلى الطبراني، ورمز له بالحسن. (٧)

قلتُ: سبق قول غير واحدٍ مِنْ أهل العلم القول بجهالة أبي موسى اليماني هذا، ولعلَّ مَنْ صحح الحديث اعتبر أبا موسى هو إسرائيل بن موسى كما فعل ابن مُفلح، والصواب التفريق بينهما، والله أعلم.


(١) يُنظر: "الضعفاء الكبير" للعقيلي ٤/ ٤١٠.
(٢) يُنظر: "بيان الوهم والإيهام" (٤/ ٣٦٢/١٩٤٩).
(٣) يُنظر: "المجموع شرح المهذب" (١٥/ ٢٩٣).
(٤) يُنظر: "التمهيد" (١٨/ ١٤٤).
(٥) يُنظر: "النَّصيحة للراعي والرعية" (ص/٦٢).
(٦) يُنظر: "الآداب الشرعية" ٣/ ٣٥٠.
(٧) يُنظر: "الجامع الصغير" (٨٥٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>