للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُتابعات للحديث:

وللحديث طريقٌ آخر عن ابن عبَّاس - رضي الله عنه -، أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (٤/ ٤٠٩)، والبيهقي في "شُعب الإيمان" (٩٤٠٢)، كلاهما مِن طريق يَحْيَى بن عَبْدِ اللهِ بن بُكَيْرٍ، عن يَحْيَى بن صَالِحٍ الأَيْلِيّ، عن إسماعيل بن أُمَيَّةَ، عن عطاءٍ، عن عبد اللهِ بن عَبَّاسٍ، قال: قال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ عَلَّقَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ لَزِمَ الْبَادِيَةَ جَفَا، وَمَنْ أَتَى السُّلْطَانَ افْتُتِنَ".

وقال العقيلي: يحيى بن صَالِحٍ الأَيْلِيُّ عن إسماعيل بن أُمَيَّةَ، عن عَطَاءٍ، أحاديثُهُ مناكِيرٌ، أخشى أن تكون، مُنْقَلِبَةً، فإنَّها لعُمر بن قيس (١) أشبه. وقال البيهقي: تَفَرَّدَ به يَحْيَى بن صَالِحٍ بإسنادِهِ. وقال ابن عدي: وقد رُوى عن يَحْيى بن بُكَير، عن يَحْيى بن صالح الأَيْلِي غير ما ذكرت، وكلها غير محفوظة. (٢) وهذا الحديث عدَّه الذهبي وابن حجر أيضاً مِنْ مَناكير يحيى بن صالح. (٣)

قلتُ: وعليه فهذه المتابعة لا يُفرح بها فهي ضَعيفةٌ لا تصلح للاعتبار، لكونها مِنْ مناكير راويها.

شواهدٌ للحديث:

وللحديث شاهدٌ مِنْ حديث أبي هُريرة - رضي الله عنه -، والبراء بن عازب - رضي الله عنه -، ومَدار حديثهما على الحسن بن الحكم النَّخعي، وقد اختلف عليه فيه مِنْ ثلاثة أوجه (٤)،

أصَحها عنه (٥):


(١) وعُمر بن قيسٍ هذا قال عنه الحافظ ابن حجر: متروك. يُنظر: "التقريب" (٤٩٥٩).
(٢) يُنظر: "الكامل" لابن عدي ٩/ ١٠٩.
(٣) يُنظر: "الميزان" للذهبي ٤/ ٣٨٦، "لسان الميزان" ٨/ ٤٥١.
(٤) الوجه الأول: الحسن بن الحكم النَّخَعِيّ، عن عَدِيِّ بن ثَابِتٍ، عن أبي حازم، عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -.
الوجه الثاني: الحسنُ بن الحكم، عن عديِّ بن ثَابِتٍ، عن شَيْخٍ مِنَ الأنصَارِ، عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -.
الوجه الثالث: الحسن بن الحكم، عن عَدِيِّ بن ثَابِتٍ، عن البراءِ بن عازبٍ - رضي الله عنه -.
أمَّا الوجه الأول فقد رواه عن الحسن: إسماعيل بن زكريا الخُلْقانيُّ، قال فيه ابن حجر في "التقريب" (٤٤٥): صدوقٌ يُخطئ قليلاً. وأمَّا الوجه الثالث فقد رواه عن الحسن: شريك النَّخعي، قال ابن حجر في "التقريب" (٢٧٨٧): صدوقٌ يُخْطئ كثيراً. وكلاهما (إسماعيل، وشريك) قد خالفا ما رواه الثقات عن الحسن بالوجه الثاني، كما سيأتي إن شاء الله عز وجل.

وليس لأحدٍ أن يقول: إنَّ الشيخ الأنصاري المذكور في الوجه الثاني، قد ورد تسميته في الوجه الأول، فرواه عدي بن ثابت عن أبي حازم، وليس هذا بصحيح؛ فالراوي المبهم في الوجه الثاني أنصاري، وأمَّا أبو حازم فكوفي وهو الأشجعي.
(٥) وللمزيد في ذلك يُنظر: "العلل الكبير" للترمذي ٢/ ٨٢٩، "العلل" لابن أبي حاتم ٢/ ٢٤٦، "العلل" للدارقطني ٨/ ٢٤٠، "السنن الكبرى" للبيهقي ١٠/ ١٧٣، "شُعب الإيمان" للبيهقي ٧/ ٤٨، "المقاصد الحسنة" للسخاوي ١/ ٤١٥، "أحاديث مُعلةٌ ظاهرها الصحة" مقبل بن هادي الوادعي (ص/٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>