للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سُئِلَ عَنِ الْخَطِّ؟ فَقَالَ: «هُوَ أَثَارَةٌ مِنْ عِلْمٍ».

• بينما أخرجه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٩٣)، عن بشر بن آدم، قال: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ - الضحَّاك بن مخلد -، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - موقوفًا -، قال: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ}، قَالَ: «خَطٌّ كَانَ يَخُطُّهُ الْعَرَبُ فِي الأَرْضِ». قال ابن العربي: ولم يصح. (١)

قلت: في سنده "بشر بن آدم بن يزيد البصري"؛ قال عنه الحافظ في "التقريب": صدوقٌ فيه لِينٌ. (٢)

- وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٣٦٩٤)، من طريق محمد بن المنكدر العبدي، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - موقوفًا -، فِي قَوْلِهِ - سبحانه وتعالى -: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ}، قَالَ: «هُوَ الْخَطُّ». وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخيْن، ولم يُخرّجاه، وقد أُسند عن الثوري من وجهٍ غير معتمد. ووافقه الذهبي في "التلخيص".

قلتُ: وهو كما قال، إلا في قوله "وقد أُسند عن الثوري من وجهٍ غير معتمد"؛ فيُتَعَقَّب عليه برواية أحمد السَّالفة الذِّكر، وقد رواها أحمد، عن يحيى بن سعيد القطَّان، عن سُفيان الثَّوري؛ فهل بعد هذا من وجهٍ معتمد؟ وإن يكن فأين هو؟!. وعزاه السيوطي في "الدُّر" إلى الفريابي، وعبد بن حُميد، وابن مردويه، والخطيب. قلتُ: ولعلَّ الوجه المرفوع عن سُفيان هو الراجح، فقد رواه عنه، به، ثلاثةٌ من الرواة الثقات.

رابعًا: - النظر في كلام المصنف - رضي الله عنه - على الحديث:

قال المصنف - رضي الله عنه -: لَمْ يَرْوِ هذا الحديث عن ابن عَوْنٍ إلا عَمْرُو بن الأزهر.

قلتُ: مما سبق في التخريج يتضح سلامة ما قاله المصنف - رضي الله عنه - وصحته، وأنَّه بالفعل لم يروه عن ابن عون إلا عمرو بن الأزهر، ولم يُتابع عليه. والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" - كما سبق -، من هذا الوجه، واستغرب فيه لفظة "جودة"، وهذا فيه إشارةٌ ضمنيَّةٌ إلى تفرُّد راويه بها. والحديث قد رُوِيَ من وجهٍ آخر صحيح، عن ابن عبَّاس - كما سبق - بدون هذه الزيادة.

خامسًا: - التعليق على الحديث:

- قال ابن كثير - رحمه الله - في "تفسيره": قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (٣)، {قُلْ} أَيْ: لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الْعَابِدِينَ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ: {أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ}؛ أَيْ: أَرْشِدُونِي إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي اسْتَقَلُّوا بِخَلْقِهِ مِنَ الْأَرْضِ، {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ} أَيْ: وَلَا شِرْكَ لَهُمْ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي


(١) نقله عنه القرطبي في "تفسيره" ١٦/ ١٧٩.
(٢) يُنظر: "التقريب" ٦٧٥.
(٣) سورة "الأحقاف"، آية (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>