[٥٣/ ٤٥٣]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ (١)، قَالَ: نا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ.
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ (٢) رِجَالٍ (٣) خَلْفَهُ.
فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ، قَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟»
قَالُوا: أَسْرَعْنَا إِلَى الصَّلاةِ، قَالَ: «فَلا تَفْعَلُوا، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا فَاتَهُ».
* لَمْ يَرْوِ هذا الحديثَ عن يَحْيَى بن أبي كَثِيرٍ إلا شَيْبَانُ.
أولًا: - تخريج الحديث:
• أخرجه أبو نُعيم الأصبهاني في "تسمية من انتهى إلينا من الرواة عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين عاليًا" (٣٦)، قال: حدثنا سليمان بن أحمد - الطبراني -، أخبرنا أحمد بن خُليد، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع البحرين" (٦٧٦)، بإسناد الطبراني، ومتنه، وقال: ولمْ يَنْفرد به شيبان. وقال في "مجمع الزوائد" (٢/ ٣١): رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح، وهو مُتفق عليه بلفظ "وما سبقكم فأتمُّوا". قلتُ: بل هذا لفظه عند مسلم، وعند البخاري بلفظ "وما فاتكم فأتمُّوا".
• وأخرجه الدَّارمي في "مسنده" (١٣٢٠)، والبخاري في "صحيحه" (٦٣٥) ك/الآذان، ب/قول الرجل فاتتنا الصلاة، وفي "القراءة خلف الإمام" (١٠٧) - ومن طريقه ابن حزم في "المُحَلَّى" (٤/ ٢٦٢، ٥/ ٧٤) -، وأبو العبَّاس السَّرَّاج في "مسنده" (٩٠٥)، عن محمد بن يحيى الذُّهَليّ (٤)؛ وأبو عوانة في "المُسْتخرج" (١٥٤٣)، عن أبي أُميَّة محمد بن إبراهيم الخُزَاعي؛ والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣٦٣٠)، من طريق علي بن الحَسَن بن موسى النَّيْسابوري؛ وبرقم (٥٨٧٣)، من طريق محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد الفرَّاء.
ستتهم (الدَّارمي، والبخاري، والذهليّ، والخُزاعيّ، والنَّيْسابوري، والفَرَّاء) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين، بسنده، والجميع بنحوه، إلا عند الدَّارمي، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" مُختصرًا، ولفظه في "صحيحه"،
(١) الفضل بن دُكين: لقبٌ، واسمه: عمرو بن حَمَّاد بن زهير، كان شَريك عبد السَّلام بن حرب الملائي في دُكان واحد يبيعان الملاء؛ والملاء: هو المرط الذي تستتر به المرأة إذا خرجت. يُنظر: "التهذيب" (٢٣/ ١٩٧) و"الأنساب" (١١/ ٥٥٠).
(٢) جَلَبَة: قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٢/ ١١٦): بجيم، ولام، وباء موحدة، مفتوحات، أي أصواتهم حال حركتهم، واستعجالهم. وقال ابن الأثير في "جامع الأصول" (٥/ ٦٣٨): الجلبة: الأصوات المرتفعة، والضَّجَّة المُختلطة.
(٣) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٢/ ١١٦): هؤلاء الرِّجال؛ قد سُمِّيَ منهم أبو بَكْرة، فيما رواه الطبراني من رواية يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة، بنحوه. ولم أقف - على حد بحثي - على هذه الرواية فيما طُبع من كتب الطبراني، والله أعلم.
(٤) في المطبوع من "مسند السرَّاج" عن أبي نُعيم، عن هشام، عن يحيى، والصَّوَّاب: عن شيبان، عن يحيى، فكل من رواه عن أبي نُعيم، قال: عن شيبان، ولم أقف على أَحَدٍ رواه عن أبي نُعيم، عن هشام، فدلَّ على أنَّه تصحيف.