(٢) قال د/بشار عوَّاد في تعليقه على "تهذيب الكمال" (٢٠/ ٣٥٢): لم أجد له ذكراً ولا روايةً في كتب الشيعة. قلتُ: وقد أجاب الإمام الذهبي عن كل ما رُمي به علي بن الجَعْد مِمَّا يتعلق بعقيدته في كتابه الماتع "سير أعلام النبلاء" (١٠/ ٤٥٩ - ٤٦٨)، ويُنظر: "الميزان" (٣/ ١١٦ - ١١٧). وأمَّا من تكلم فيه مِن جهة ضبطه، فأجاب عنه الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (٧/ ٢٩٢)، فقال: إنْ ثَبَتَ هذا، فلعلَّه كان في أول الحال لم يَثْبُت، فضبط، كما قال أبو حاتم. ويُنظر: "هدي الساري" (ص/٤٣٠)، ومَن رام المزيد فليُراجعها مأجوراً بإذن الله تعالى. وقد أطال وأجاد أستاذنا الفاضل أ .. د/عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي في تحقيقه لـ"مسند ابن الجعد" حيث ذكر أقوال أهل العلم فيه المُعدِّلين، والمُجرِّحين، وبين أسباب الجرح، مُبيناً أنَّها تقوم في الأساس على قوله في القرآن، ووقوعه في الصحابة الكرام، وقام بتفنيدهما وبيَّن بالأدلة النظرية والعملية عدم ثبوت كلا الأمرين عنه، بل نقل ما يدل على ثبوت ما يُخالف ذلك عنه. وأمَّا ما يتعلق بضبطه فأجاب عنه أيضاً، مُبَيِّناً أنَّ ذلك مُخالفٌ لقول الجمهور، والجرح به غير مُفَسَّر فَيُقدَّم التعديل عليه، بل وأجاب عن قول الحافظ ابن حجر - وهو قوله السابق: إنْ ثَبَتَ هذا، فلعلَّه كان في أول الحال لم يَثْبُت، فضبط -، بقوله: ما قاله ابن حجر لا وجه له؛ إذ لو كان كذلك لبيَّنه جهابذة القوم، فَمِن دأبهم بيان أحوال الرجل تفصيلاً لا إجمالاً، فهم يقولون: ثَبْتٌ في رواية فلان، ليِّنٌ في رواية فلان، ضَبْطٌ تَغَيَّر في وقت كذا وكذا مِمَّا يَدُل على أنَّ تعديلهم العام لابن الجعد إنَّما هو مِن بداية إلى نهاية أمره، وعليه يندفع قول ابن المديني. يُنظر: مقدمة "مسند ابن الجعد" بتحقيق أ. د/عبد المهدي عبد القادر (١/ ٧٩ - ١٨٨).