للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وضَعّفه الشيخ الألباني في "الضعيفة". (١)

بينما قال المُنْذري: سنده لا بأس به، محمد وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات". (٢)

وقال الألباني: حَسَنٌ لغيره. (٣)

قلتُ: أمّا ذِكر ابن حبان لهما، فقد سبق الجواب عنه. والشيخ الألباني حَسَّنه، بشواهده، والله أعلم.

شواهدٌ للحديث:

• أخرج الإمام أحمد، والنسائي، والحاكم، وغيرهما من طُرُقٍ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة، قال: حدثتني زينب ابنة كعب بن عُجْرة، عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رجلٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت هذه الأمراض الَّتِي تُصِيبُنَا مَا لَنَا بِهَا؟ قَالَ: " كَفَّارَاتٌ "، قَالَ أُبَيٌّ: وَإِنْ قَلَّتْ؟ قَالَ: " وَإِنْ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا "، قَالَ: فَدَعَا أُبَيٌّ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يُفَارِقَهُ الْوَعْكُ حَتَّى يَمُوتَ فِي أَنْ لا يَشْغَلَهُ عَنْ حَجٍّ، ولا عُمْرَةٍ ولا جِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، ولا صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَةٍ فَمَا مَسَّهُ إِنْسَانٌ، إلا وَجَدَ حَرَّهُ حَتَّى مَاتَ. واللفظ لأحمد، والباقون بنحوه، إلا النسائي فمُختصرًا.

وقال الحاكم: على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. (٤)

• وأخرج الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ على أمّ السَّائب، أو أمّ المُسَيِّب، فقال: "مالكِ يا أم السائب! أو يا أمّ المُسَيِّب! تُزَفزفين (٥)؟ " قالت: الحُمَّى. لا بارك الله فيها. فقال: "لا تَسُبِّي الحُمَّى! فإنها تُذهب خطايا بني آدم، كما يُذهِب الكِيرُ خَبثَ الحديد". (٦)

• وأخرج البخاري في "الأدب المُفرَد" عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: " مَا مِنْ مَرَضٍ يُصِيبُنِي أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى، لأَنَّهَا تَدْخُلُ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنِّي، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي كُلَّ عُضْوٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْرِ". (٧)

قال ابن حجر: إسناده صحيح، ومثل هذا لا يقوله أبو هريرة برأيه. (٨) وعَلَيْه فهذا مِمَّا له حكم الرفع.


(١) يُنظر: "السلسلة الضعيفة" (٣٣٨٧).
(٢) يُنظر: "الترغيب والترهيب" (٤٩٥١).
(٣) يُنظر: "صحيح الترغيب والترهيب" (٣٤٤٤).
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (١١١٨٣)، والنسائي في "الكبرى" (٧٤٤٧)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (٩٩٥)، والطحاوي في "شرح مُشْكِل الآثار" (٢٢١٩، ٢٢٢٠)، وابن حبان في "صحيحه" (٢٩٢٨)، والحاكم في "المستدرك" (٧٨٥٤).
(٥) تزفزفين: قال النووي: بزاءين معجمتين، وفاءين، والتاء مضمومة، قال القاضي: تضم وتفتح هذا هو الصحيح المشهور في ضبط هذه اللفظة، معناه: تتحركين حركة شديدة، أي ترعدين. "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (١٦/ ١٣١).
(٦) أخرجه مسلمٌ (٢٥٧٥)، ك/البر والصلة، ب/ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حُزن أو نحوه، حتى الشوكة يُشاكها.
(٧) أخرجه البخاري في "الأدب المُفرد" (٥٠٣)، وابن أبي شَيْبة في "المصنف" (١٠٨١٧)، وأبو بِشر الدولابي في "الكُنى" (١٧٤٢)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٨٧٣)، وابن أبي الدُّنيا في "المرض والكفّارات" (٢٤٠).
(٨) يُنظر: "فتح الباري" (١٠/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>