للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكلام الدَّارقطني يَدُل على أنَّ روايته مُرْسلة، فقال - بعد أنْ ذكر حديث الباب -: رواه الجماعة، ولم يَذْكروا فيه أبا بكر، وأرسلوه. وصَرَّح ابن مُنْدة بأنَّ روايته عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - مُرْسلةٌ. وقال العلائي: ذكره الصغاني فيمن اختلف في صحبته، وجزم ابن عبد البر بها، ولم يذكره ابن حبان فيهم. (١)

قلتُ: فالحاصل: أنَّه مُخْتلفٌ في صحبته، وأكثر الأقوال على أنَّ روايته مُرْسلةٌ. (٢)

٧) عَبد اللَّهِ بن عثمان - وهو أَبُو قحافة - بن عامر، أبو بكر الصديق، القرشي التَّيْمِيّ.

روى عن: النَّبي - صلى الله عليه وسلم -. روى عنه: أنس بن مالك، والبَرَاء بن عازب، وعبد الله بن عبَّاس - رضي الله عنهم -، وآخرون.

خليفة رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وصاحبه فِي الغار، كان أول الناس إسلاماً، وهاجر مع رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وشهد معه بدراً وأحداً، والمشاهد كلها؛ ومناقبه وفضائله كثيرة جداً. (٣)

ثانياً: - الوجه الثاني: مُطَرِّفِ، عن أبي الجَهْمِ، عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصِّدِّيقِ.

أ تخريج الوجه الثاني:

• أخرجه الدولابي في "الكنى" (٤٦٥)، قال: حدَّثنا الحسنُ بن عليِّ بن عفَّان، قال: ثنا أَسْبَاطُ بن محمد؛

وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (١٩٩٠)، قال: حدثني جدي، قال: نا عَبيدة بن حُميد؛ وأبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (٦٩٥٧)، قال: حدَّثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ومحمد بن عليِّ بن حُبَيْش، قالا: ثنا أحمد بن يحيى الحُلوانيُّ، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زُهَيْر بن مُعاوية؛ وابن عبد البر في "التمهيد" (٤٢٤) - مُعَلَّقاً -، عن جرير بن عبد الحميد، وزُهير بن مُعاوية.

أربعتهم (أسباط، وعَبيدة، وزُهير، وجرير) عن مُطَرِّفِ بن طَرِيفٍ، عن أبي الجهم، عن أبي القاسم مولى أبي بكر، قال: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، وَقَعَ النَّاسُ فِي الثَّوْمِ يَأْكُلُونَ مِنْهُ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَكَلَ هَذِهِ الْبَقْلَةَ الْخَبِيثَةَ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهَا مِنْ فِيهِ». واللفظ لأسباط بن محمد، والباقون بنحوه.

وعزاه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (١٢/ ٥٣٢) إلى ابن أبي خيثمة مِنْ طريق مُطَرِّف، عن أبي الجهم،


(١) يُنظر: "معجم الصحابة" ٥/ ٧٨، "معرفة الصحابة" لأبي نُعيم ٦/ ٢٩٩٢ و ٤/ ٢٣٥٥، "الاستيعاب" ٣/ ١٢٧٢ و ٤/ ١٧٣١، "أسد الغابة" ٤/ ٣٥٧، "فتح اللباب" (ص/٣٤)، "جامع التحصيل" (ص/٢٥٤)، "الإصابة" ١٢/ ٥٣٢.
(٢) وأحاديثه قليلةٌ، ولم يذكروا له في ترجمته إلا حديث الباب، وحديث آخر: أخرجه الدولابي في "الكنى" (٢٩٥)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (٩١٤) بسندهما مِنْ طريق مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ضَرَبَ رَجُلٌ أَخَاهُ بِالسَّيْفِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ: «أَرَدْتَ قَتْلَهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اذْهَبْ فَعِشْ مَا اسْتَطَعْتَ».
قلتُ: ونص الحديثين ليس فيهما تصريحٌ بصحبته، ليس إلا نقل لوقائع حدثت على عهد النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم أقف على رواية تدل على صحبته - على حد بحثي - إلا ما ذكره ابن حجر في "الإصابة" (١٢/ ٥٣٢)؛ حيث ذكر رواية الباب، وعزاها إلى ابن أبي خيثمة بلفظ: "لمَّا فُتِحَتْ خَيْبَر أَكَلْنَا مِنْ الثَّوْمِ … ".
(٣) يُنظر: "الاستيعاب" ٣/ ٩٦٣، "أسد الغابة" ٣/ ٣١٠، "تهذيب الكمال" ١٥/ ٢٨٢،"الإصابة" ٦/ ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>