للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٩/ ٤١٩]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْمَلِيحِ.

عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ (١) إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (٢)

فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَدْ قَاتَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، فَاذْهَبْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فَقَاتَلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ.

* لم يَرْوِ هذا الحديث عن مَيْمُونِ بن مِهْرَانَ إلا أبو المَلِيحِ.

أولاً:- تخريج الحديث:

• أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٤١٤٣)، مِنْ طريق عبد الجبار بن عاصم، عن أبي المَلِيح، بنحوه.

• وأخرجه نُعيم بن حَمَّاد في "الفِتن" (٤٣٤)، والبخاري في "صحيحه" (٤٥١٣، ومعلقًا برقم ٤٥١٤) ك/ التفسير، ب/ قول الله - عز وجل -: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} (٣)، وبرقم (٤٦٥٠) ك/ التفسير، ب/ قَوْل الله - عز وجل -: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (٤)، والطبراني في "الكبير" (١٣٠٤٦)، والبيهقي في "الكبرى" (١٦٨٠٥، ١٦٨٠٦)، وابن عساكر في "تاريخه" (٣١/ ١٨٧). كلهم من طرق، عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنه -، أنَّه أَتَاهُ رَجُلَانِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فقالا: إِنَّ النَّاسَ صَنَعُوا وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ، وَصَاحِبُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ؟ فَقَالَ: «يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دَمَ أَخِي». فَقَالَا: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، فَقَالَ: قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ، وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ، وهذا لفظ رواية البخاري برقم (٤٥١٣)، والباقون بنحوه، وعند البعض فيه زيادة، قوله: فَلَمَّا رَأَى - أي السائل - أَنَّهُ لَا يُوَافِقُهُ فِيمَا يُرِيدُ، قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ،


(١) عند أحمد (٥٣٨١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٧٣٣)، والبيهقي في "الكبرى" (١٦٨٠٧)، أنَّ اسمه "حكيمٌ".
بينما وقع عند نُعيم بن حماد في "الفتن" (٤٣٤)، والبخاري في "صحيحه" (٤٥١٣)، وغيرهما: "أنّ ابن عُمر أتاه رجلان".
فقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٨/ ١٨٤): أحدهما العلاء بن عَرار - بمُهملات -، والآخر حَبَّان السُّلَمي صاحب الدُّثَنِيَّة، وقال أيْضًا (٨/ ٣١٠): أخرج سعيد بن منصور أنَّ السائل هو حيَّان صاحب الدُّثَنِيَّة، وروى أبو بكر النَجَّاد في "فوائده" أنه الهَيْثم بن حَنَش، وقيل نافع بن الأزْرَق، ولعلّ السائلين عن ذلك جماعةٌ، أو تَعَددت القصة.
بينما قال د/سعيد بن عبد الله آل حُمَيد في "تعليقه على التفسير من "سنن سعيد بن منصور" (٢/ ٧٠٩ - ٧١٠): وهذا يُحْمل على أنَّ الذي أتاه رجلان، وأنَّ الذي سأل أحدهما، فعبَّر مَرَّة بـ"رجل" بالنظر إلى السائل، ومَرَّة بـ"رجلان" بالنظر إلى مجيئهما.
قلتُ: وكلاهما مُحتمل، ولعلَّ كلام ابن حجر أَقْرب إلى الواقع والصواب، لِكَوْنه زمان فتنة، فالجميع في تَخَبط، والكل يريد معرفة الحق والصواب، والسبيل للخروج من تلك الفتنة، وابن عُمر - رضي الله عنه - معروفٌ بعلمه وفضله وصُحبته، فكَثُر السائلين له عن ذلك، لذا لم يقع هذا السؤال لابن عُمر وحده، بل وقع لغيره من الصحابة أيضًا، وقد ذَكَرْتُ أحاديث بعضهم في الشواهد.
(٢) سورة "البقرة" الآية (١٩٣)، وأيضًا سورة "الأنفال"، آية (٣٩).
(٣) سورة "البقرة"، الآية (١٩٣).
(٤) سورة "الأنفال"، الآية (٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>