(٢) قال ابن حجر في "الفتح" (٨/ ٨٥ - ٨٦): وعبد القيس هي قبيلة كبيرة يسكنون البحرين، وينسبون إلى عبد القيس بن أفصى - بسكون الفاء، بعدها مهملة، بوزن أعمى -؛ والذي تبين لنا أنه كان لعبد القيس وفادتان، إحداهما: قبل الفتح، وكان ذلك قديمًا إما في سنة خمس أو قبلها، والثانية: كانت في سنة الوفود، ويؤيد التعدد ما أخرجه ابن حبان - في "صحيحه" (٧٢٠٣) - من وجه آخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: "مالي أرى وجوهكم تغيرت" ففيه إشعار بأنه كان رآهم قبل التغير. أ. هـ بتصرف. (٣) ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ٣٥٥)، وابن حبَّان في "الثقات" (٣/ ٣٨٦)، وابن مندة في "معرفة الصحابة" (١/ ٢١١)، وأبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (١/ ٣٥٨ و ٥/ ٢٥١٨)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٤٤٨)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (٦/ ٤٤٣)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (١/ ٢٤٧ و ٥/ ٢٥٦)، والمزي في "التهذيب" (٢٨/ ٥٠٢)، والذهبي في "التجريد" - كما في "عون المعبود - (١٤/ ٩١) -، وابن حجر في "الإصابة" (١٠/ ٣٢٧ و ١٠/ ٣٣٩): جميعهم، قال: المُنذر بْن عائِذ، الأَشَجّ، وهو أَشَجُّ عَبد القَيس، لَهُ صُحبَةٌ، وزاد البخاري: ويُقال: الأَشَجُّ العَصَرِيُّ. وقال ابن حبَّان: هو العبدي. وزاد ابن مندة: عِدَاده في أهل عَمَّان. وزاد أبو نُعيم: وقيل: المُنْذِر بن عُبَيْدٍ، وقيل: المُنْذِرُ بن الحَارِثِ بن النُّعْمَانِ بن زِيَادِ بن عَصْرِ الْأَشَجِّ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ سَنَةَ عَشَرَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، عِدَاده في الْبَصْرِيِّينَ .. وقال ابن عبد البر: العَصَري، العَبْدِيّ. وقال ابن حجر: وقيل: اسمه مُنْقِذ بن عائذ. وقال الترمذي في "السنن" عقب الحديث رقم (٢٠١٢): وَالأَشَجُّ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ. وقال ابن بَشْكُوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (ص/٩٦) عقب ذكره لكلام الترمذي: وَكَذَلِكَ قَالَ جَمَاعَةٌ سِوَاهُ، وساق بأسانيده ما يدل على ذلك. بينما وقع في بعض روايات الحديث كما عند البغوي في "معجم الصحابة" (٢/ ٥٢٠)، أنَّ الزارع وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الأشج، أشج عبد القيس، وكان اسمه عائذ بن عمرو، وكان له شجة في وجهه. وقال الطبراني في "الكبير" (٥٣١٣): وَيُقَالُ: اسْمُ الْأَشَجِّ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو. وذكره الرامهرمزيُّ في "المحدث الفاصل" (ص/٢٧١) فيمن يُعرف مِنْ أصحاب النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بلقبه، فقال: أشج عبد القيس، وهو قيس بن النعمان، ويقال اسمه المنذر. قلتُ: مِنْ مجموع ذلك يَتَبَيَّن أنَّ أشج عبد القيس، قد اختُلفُ في اسمه على عِدَّة أقوال، لذا قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٨/ ١١٨): وقد اختُلِفَ علينا في اسمه. بل ووقع في بعض الروايات عند أحمد في "مسنده" (٢٤٠٠٩/ ٥٤) على الشك، ففيه عن الوَازِع، قال: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالْأَشَجَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَامِرٍ، أَوْ عَامِرَ بْنَ الْمُنْذِرِ، وَمَعَهُمْ رَجُلٌ مُصَابٌ، … الحديث". ولعلَّ أكثر الأقوال: أنَّ اسمه المُنْذر، وأكثر الروايات على ذلك، ثُمُّ اختُلِفَ فيما بعد ذلك على أقوال: فقيل: المنذر بن عائذ، وجاء به مُصَرَّحاً في بعض الروايات كما عند أحمد في "مسنده" (١٥٥٥٩ و ١٧٨٣١)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١١٩٨)، قال النووي في "المنهاج" (١/ ١٨٩): أما الأشج: فاسمه المنذر بن عائذ، هذا هو الصحيح المشهور الذى قاله ابن عبد البر، والأكثرون. أ. هـ وقيل: المنذر بن عامر، وقيل: المُنذر بن عُبيد، وقيل المُنذر بن الحارث، وقيل: عامر بن المنذر، وقيل: عائذ بن عَمرو، وقيل: مُنقذ بن عائذ، وقيل: قيس بن النعمان، وغير ذلك؛ المهم أنَّ المتفق عليه: أنَّ الأشج هذا كان مِمَّن وفد على النَّبي - صلى الله عليه وسلم - مع وفد عبد القيس، وأنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال له: «إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ - عز وجل -: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ». ولعلَّ سبب اختلافهم: أنَّه اشتهر بلقبه، فقد ورد في بعض الروايات عند أحمد في "مسنده" (١٥٥٥٩ و ١٧٨٣١)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١١٩٨)، وفي سندها ضَعفٌ، أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - ناده بالأشج، وكان أول يومٍ سُمي الأشج ذلك اليوم، والله أعلم. (٤) "عَيْبَتَهُ": بِفَتْحِ العَيْنٍ المُهْمَلَةٍ، ثُمَّ مُثَنَّاةٍ تَحْتِيَّةٍ سَاكِنَةٍ، ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ مَفْتُوحَةٍ، مُسْتَوْدَعُ الثِّيَابِ. "عون المعبود" (١٤/ ٩١).