للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٨/ ٤١٨]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، قَالَ: نا مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْنَقُ، عَنْ [أُمِّ أَبَانَ] (١) بِنْتِ الْوَازِعِ بْنِ الزَّارِعِ.

عَنْ جَدِّهَا الزَّارِعِ - وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ (٢) قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، جَعَلْنَا نَتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا، فَنُقَبِّلُ يَدَيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَرِجْلَيْهِ، وَانْتَظَرَ الْمُنْذِرُ الأَشَجُّ (٣)

حَتَّى أَتَى عَيْبَتَهُ (٤)، فَلَبِسَ ثَوْبَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -.


(١) بالأصل (أُمّ الزَارِعَ)، والصواب ما أثبته، والتصويب مِنْ "المعجم الكبير" (٥٣١٣)، فالحديث فيه بإسناده، ومتنه، وأخرجه المزي في "التهذيب" (٩/ ٢٦٦) مِنْ طريق الطبراني، عن أحمد بن خُليد، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (٥٢٢٥) عن محمد بن عيسى الطَّبَّاع، به، والحديث عندهم كما أثبته، والله أعلم.
(٢) قال ابن حجر في "الفتح" (٨/ ٨٥ - ٨٦): وعبد القيس هي قبيلة كبيرة يسكنون البحرين، وينسبون إلى عبد القيس بن أفصى - بسكون الفاء، بعدها مهملة، بوزن أعمى -؛ والذي تبين لنا أنه كان لعبد القيس وفادتان، إحداهما: قبل الفتح، وكان ذلك قديمًا إما في سنة خمس أو قبلها، والثانية: كانت في سنة الوفود، ويؤيد التعدد ما أخرجه ابن حبان - في "صحيحه" (٧٢٠٣) - من وجه آخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: "مالي أرى وجوهكم تغيرت" ففيه إشعار بأنه كان رآهم قبل التغير. أ. هـ بتصرف.
(٣) ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ٣٥٥)، وابن حبَّان في "الثقات" (٣/ ٣٨٦)، وابن مندة في "معرفة الصحابة" (١/ ٢١١)، وأبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (١/ ٣٥٨ و ٥/ ٢٥١٨)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٤٤٨)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (٦/ ٤٤٣)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (١/ ٢٤٧ و ٥/ ٢٥٦)، والمزي في "التهذيب" (٢٨/ ٥٠٢)، والذهبي في "التجريد" - كما في "عون المعبود - (١٤/ ٩١) -، وابن حجر في "الإصابة" (١٠/ ٣٢٧ و ١٠/ ٣٣٩): جميعهم، قال: المُنذر بْن عائِذ، الأَشَجّ، وهو أَشَجُّ عَبد القَيس، لَهُ صُحبَةٌ، وزاد البخاري: ويُقال: الأَشَجُّ العَصَرِيُّ. وقال ابن حبَّان: هو العبدي. وزاد ابن مندة: عِدَاده في أهل عَمَّان. وزاد أبو نُعيم: وقيل: المُنْذِر بن عُبَيْدٍ، وقيل: المُنْذِرُ بن الحَارِثِ بن النُّعْمَانِ بن زِيَادِ بن عَصْرِ الْأَشَجِّ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ سَنَةَ عَشَرَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، عِدَاده في الْبَصْرِيِّينَ .. وقال ابن عبد البر: العَصَري، العَبْدِيّ. وقال ابن حجر: وقيل: اسمه مُنْقِذ بن عائذ. وقال الترمذي في "السنن" عقب الحديث رقم (٢٠١٢): وَالأَشَجُّ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ. وقال ابن بَشْكُوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (ص/٩٦) عقب ذكره لكلام الترمذي: وَكَذَلِكَ قَالَ جَمَاعَةٌ سِوَاهُ، وساق بأسانيده ما يدل على ذلك. بينما وقع في بعض روايات الحديث كما عند البغوي في "معجم الصحابة" (٢/ ٥٢٠)، أنَّ الزارع وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الأشج، أشج عبد القيس، وكان اسمه عائذ بن عمرو، وكان له شجة في وجهه. وقال الطبراني في "الكبير" (٥٣١٣): وَيُقَالُ: اسْمُ الْأَشَجِّ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو. وذكره الرامهرمزيُّ في "المحدث الفاصل" (ص/٢٧١) فيمن يُعرف مِنْ أصحاب النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بلقبه، فقال: أشج عبد القيس، وهو قيس بن النعمان، ويقال اسمه المنذر.
قلتُ: مِنْ مجموع ذلك يَتَبَيَّن أنَّ أشج عبد القيس، قد اختُلفُ في اسمه على عِدَّة أقوال، لذا قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٨/ ١١٨): وقد اختُلِفَ علينا في اسمه. بل ووقع في بعض الروايات عند أحمد في "مسنده" (٢٤٠٠٩/ ٥٤) على الشك، ففيه عن الوَازِع، قال: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالْأَشَجَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَامِرٍ، أَوْ عَامِرَ بْنَ الْمُنْذِرِ، وَمَعَهُمْ رَجُلٌ مُصَابٌ، … الحديث". ولعلَّ أكثر الأقوال: أنَّ اسمه المُنْذر، وأكثر الروايات على ذلك، ثُمُّ اختُلِفَ فيما بعد ذلك على أقوال: فقيل: المنذر بن عائذ، وجاء به مُصَرَّحاً في بعض الروايات كما عند أحمد في "مسنده" (١٥٥٥٩ و ١٧٨٣١)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١١٩٨)، قال النووي في "المنهاج" (١/ ١٨٩): أما الأشج: فاسمه المنذر بن عائذ، هذا هو الصحيح المشهور الذى قاله ابن عبد البر، والأكثرون. أ. هـ وقيل: المنذر بن عامر، وقيل: المُنذر بن عُبيد، وقيل المُنذر بن الحارث، وقيل: عامر بن المنذر، وقيل: عائذ بن عَمرو، وقيل: مُنقذ بن عائذ، وقيل: قيس بن النعمان، وغير ذلك؛ المهم أنَّ المتفق عليه: أنَّ الأشج هذا كان مِمَّن وفد على النَّبي - صلى الله عليه وسلم - مع وفد عبد القيس، وأنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال له: «إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ - عز وجل -: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ».
ولعلَّ سبب اختلافهم: أنَّه اشتهر بلقبه، فقد ورد في بعض الروايات عند أحمد في "مسنده" (١٥٥٥٩ و ١٧٨٣١)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١١٩٨)، وفي سندها ضَعفٌ، أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - ناده بالأشج، وكان أول يومٍ سُمي الأشج ذلك اليوم، والله أعلم.
(٤) "عَيْبَتَهُ": بِفَتْحِ العَيْنٍ المُهْمَلَةٍ، ثُمَّ مُثَنَّاةٍ تَحْتِيَّةٍ سَاكِنَةٍ، ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ مَفْتُوحَةٍ، مُسْتَوْدَعُ الثِّيَابِ. "عون المعبود" (١٤/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>