للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالحاصل: أنَّه "ثِقَةٌ، مِنْ أثبت النَّاس في ابن عون". (١)

٤) عبد الله بن عون بن أَرْطَبان المُزَني: "ثقةٌ، ثبتٌ، فاضلٌ"، تقدَّم في الحديث رقم (٧٢).

٥) الحسن بن أبي الحسن، أبو سعيد البصري: "ثقةٌ فقيهٌ فاضلٌ ورعٌ، كثير الإرسال، وأمَّا عَنْعَنته فمحمولة على السَّماع في روايته عمَّن صَحَّ له سماعه مِنْه في الجملة"، تقدَّم في الحديث رقم (٣١).

وروايته عن عمرو بن العاص مُرْسلةٌ، نص على ذلك الذهبي في "السير". (٢) والحسن أدرك عمرو بن العاص بلا شك، لكن أغلب الظن أنَّه لم يلقه، فإن عَمراً كان بمصر والشام، والحسن في المدينة والبصرة، وإلا فإنَّ عَمراً توفي على الصحيح سنة ثلاث وأربعين، والحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وأدرك عثمان، وسمعه يخطب على المنبر؛ لذا رجَّح الذهبي أنَّ روايته عن عَمرٍ مُرسلة، والله أعلم.

٦) عَمْرو بن العاص بن وائل القُرَشِيّ، أَبُو عبد الله، وقيل: أبو محمد، السهمي، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

روى عن: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها.

روى عنه: الحسن البَصْرِيّ، وابنه عَبد الله، وعروة بن الزبير، وآخرون.

كان إسلامه قبل الفتح سنة ثمانٍ مِنْ الهجرة، ولاه النبي - صلى الله عليه وسلم - على جيش ذات السلاسل؛ أصله مكي نزل المدينة، ثم سكن مصر، ومات بها. ومناقبه وفضائله كثيرة جداً. وروى له الجماعة. (٣)

ثالثاً: - الحكم على الحديث:

مِمَّا سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "ضَعيفٌ"؛ فيه الحسن بن أبي الحسن البصري روايته عن عَمرو بن العاص مُرْسلةٌ، كما قال الذهبي، والإسناد رجاله ثقاتٌ، والله أعلم.

مُتابعاتٌ للحديث:

وقد صَحَّ الحديث مِنْ طُرُقٍ - كما عند أحمد وغيره، كما سبق في التخريج -، عن الأسود بن شَيْبَانَ، عن أبي نَوْفَلِ بن أبي عَقْرَبٍ، قال: جَزِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا هَذَا الْجَزَعُ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ؟ … الحديث". وذكرتُ نصه في التخريج. والحديث إسناده صحيحٌ. قال الهيثمي: رواهُ الطبرانيُّ في "الأوسط"، "والكبير وزاد فيه: قال: «ذَاكَ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ، قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ قَتَلْنَاهُ». وقال: وأخرجه أحمد، ورجالُ أحمد رجال الصَّحيح. (٤)

قلتُ: وعليه فالحديث بمتابعاته يرتقي إلى "الصحيح لغيره".


(١) يُنظر: "التاريخ الكبير" ١/ ٤٦٠، "الجرح والتعديل" ٢/ ٣١٥، "تهذيب الكمال" ٢/ ٣٢٣، "الكاشف" ١/ ٢٣١، "تاريخ الإسلام" ٥/ ٢٦، "الميزان" ١/ ١٧٢، "إكمال تهذيب الكمال" ٢/ ٤٤، "تهذيب التهذيب" ١/ ٢٠٣، "التقريب" (٣٠٧).
(٢) يُنظر: "السير" (٣/ ٥٥).
(٣) يُنظر: "الاستيعاب" ٣/ ١١٨٤، "أسد الغابة" ٤/ ٢٣٢، "تهذيب الكمال" ٢٢/ ٧٨، "الإصابة" ٧/ ٤١٠.
(٤) يُنظر: "مجمع الزوائد" (٩/ ٢٩٠ و ٩/ ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>