للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثالثاً: - الوجه الثالث: ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عُروة والقاسم، عن عائشة.

أ تخريج الوجه الثالث:

• أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٤٠٣)، قال: حدَّثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عُرْوَةَ، والقاسم، عن عائشة، قالت: «مَا أُعْجِبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِشَيْءٍ، ولا أَعْجَبَهُ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا، إلا أَنْ يَكُونَ فِيهَا ذُو تُقًى».

- وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (٢٥٥) عن عبَّاس الدُّوري، عن يحيى بن إسحاق، بنحوه.

ب دراسة إسناد الوجه الثالث:

١) يحيى بن إسحاق السِّيْلَحِيني: "صدوقٌ". (١)

٢) عبد الله بن لهيعة: "ضعيفٌ يُعتبر به في المتابعات والشواهد"، تقدَّم في الوجه الأول.

رابعاً: - الوجه الرابع: ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن عليِّ بن حُسين، عن عائشة رضي الله عنها.

أ تخريج الوجه الرابع:

• أخرجه الدَّارقطني في "العلل" (١٤/ ٢١٦/مسألة ٣٥٧٢) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الرَّاسبي، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عاصم بن عُمر، به. وقال الدَّارقطني: عبد الرحمن بن إبراهيم: ضَعيفٌ.

خامساً: - النظر في الخلاف على هذا الحديث:

مِمَّا سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث مَدَاره على ابن لهيعة، وقد اختلف عليه مِنْ أربعة أوجه:

الوجه الأول: ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن القاسم، عن عائشة.

الوجه الثاني: ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عُروة، عن عائشة.

الوجه الثالث: ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عُروة والقاسم، عن عائشة.

الوجه الرابع: ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عاصم بن عُمر، عن عليِّ بن حُسين، عن عائشة.

والذي يظهر - والله أعلم - أنَّ الوجه الأول هو الأقرب إلى الصواب؛ للقرائن الآتية:

١) الأكثرية: فالوجه الأول عن ابن لهيعة، هو رواية الجماعة.

٢) الأحفظية: فرواة الوجه الأول أحفظ مِن غيرهم كما سبق بيانه، وأمَّا يحيى بن إسحاق الذى روى الحديث عن ابن لهيعة بالوجه الثالث فهو وإن كان صدوقاً لكنه لا يقوى لمناهضة رواية الجماعة.

٣) أنَّ كامل بن طلحة - أحد الرواة بالوجه الأول - قد روى عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه. (٢)

٤) ضعف الرواة عن ابن لهيعة بالوجه الثاني والرابع؛ وأمَّا الوجه الثالث فقد رواه يحيى بن إسحاق، وهو "صدوقٌ"، ولم أقف على مَن تابعه، ولم تَتَمَيَّز روايته عن ابن لهيعة، هل قبل احتراق كتبه أم بعده؟.


(١) يُنظر: "التقريب" (٧٤٩٩).
(٢) يُنظر: "النفح الشذي" بتحقيق أ. د/ أحمد مَعْبِد (٢/ ٨٠١ - ٨٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>