للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان أبو العباس عيسى بن عَلِيّ راهبنا وعالمنا أهل البيت. وقال الذهبي: وكان يَرْجِعُ إلى عِلمٍ وَدِينٍ وَصَلاحٍ، خَدَمَ أَبَاهُ وانتفع به، ولم يَتَوَلَّ إِمْرَةً على بَلَدٍ تَوَرُّعًا. وروى له أبو داود، والتِّرْمِذِيّ.

وقال ابن حجر: صَدُوقٌ مُقِلٌّ، كان مُعْتَزِلاً للسلطان. (١)

٦) عَليُّ بن عبد اللَّهِ بن عَبَّاس بن عبد المُطَّلِبِ، السّجَّاد: "ثِقَةٌ عَابدٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١٧٢).

٧) عبد الله بن عبَّاس بن عبد المُطَلب: "صحابيٌّ جَليلٌ مُكْثرٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٥١).

ثالثًا: - الحكم على الحديث:

مِمَّا سبق يَتَبَيَّنُ أنَّ الحديث بإسناد الطبرانيّ "ضعيفٌ"؛ فيه حفص بن عبد الله بن الشِّخِّير، لم أقف له على ترجمة، فهو "مجهول العين". والحديث رواه محمد بن صالح بن النَّطَّاح "صدوقٌ إِخْبَاريّ"، وقد اضطرب فيه: فرواه مَرَّة عن حفص بن عبد الله بن الشِّخِّير، ورواه مَرَّة عن جعفر بن عمر بن الشِّخِّير، ورواه مَرَّة عن محمد بن دَاوُدَ بن على بن عبد الله بن عَبَّاسٍ.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير" باختصار، وفيه جماعة لم أعرفهم. (٢)

مُتابعات للحديث:

• والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٥٢٩) - ومِنْ طريقه البيهقي في "الدلائل" (٦/ ٥١٨) -، والعُقَيْليّ في "الضعفاء الكبير" (١/ ٢٨٤) - ومِنْ طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١١٣٧) -، مِنْ طريق حَجَّاج بن تَمِيمٍ، عن مَيْمُونِ بن مِهْرَانَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَإذا مَعَهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - وَأَنَا أَظُنُّهُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهُ لَوَسَخُ الثِّيَابِ، وَسَيَلْبِسُ وَلَدُهُ مِنْ بَعْدِهِ السَّوَادَ، فَقُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: مَرَرْتُ فَكَانَ مَعَكَ دِحْيَةُ، فَذَكَرَهُ، وَقِصَّةَ ذِهَابِ بَصَرِهِ وَرَدِّهَا عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ. واللفظ لابن عدي.

وقال العُقَيْلي: حَجَّاجُ بن تَمِيمٍ الجَزَرِيُّ روى عن مَيْمُونِ بن مِهْرَانَ أحَادِيثَ لا يُتَابَعُ على شَيْءٍ مِنْهَا. وقال البيهقي: تَفَرَّدَ بِهِ حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وقال ابن الجوزي: هذا حَدِيثٌ لا أَصْلَ لَهُ. والحديث ذكره الذهبي في ترجمة حَجَّاج هذا، وقال: أَحادِيثُهُ تَدُلُ على أَنَّه واه. (٣)

قلتُ: فهذه مُتابعة لا يُعْتدُّ بها، ولا يُعتبر، والله أعلم.


(١) "تاريخ بغداد" ١٢/ ٤٦٧، "تاريخ دمشق" ٤٧/ ٣٣٠، "التهذيب" ٢٣/ ٥، "تاريخ الإسلام" ٤/ ٤٧١، "التقريب" (٥٣١٢).
(٢) يُنظر: "مجمع الزوائد" (٩/ ٢٧٠).
(٣) يُنظر: "ميزان الاعتدال" (١/ ٤٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>