للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وابن رجب الحنبلي: لم يسمع من أبيه شيئًا. وقال العلائي: قال أبو حاتم، والجماعة: لم يسمع من أبيه شيئًا، ثم ذكر الرواية التي استند عليها القائلون بصحة سماعه، ثم قال: وضَعَّف أبو حاتم هذه الرواية.

وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": والرَّاجح أنَّه لم يصح سماعه من أبيه.

_ وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة في "طبقات المدلِّسين"، وقال: ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، حديثه عن أبيه في "السنن"، وعن غير أبيه في "الصحيح"، واختُلف في سماعه من أبيه، والأكثر أنه لم يسمع منه، وثبت له لقاؤه، وسماع كلامه، فروايته عنه داخلة في التدليس، وهو أَوْلى بالذكر من أخيه عبد الرحمن. (١)

قلتُ: مما سبق يتبين أنَّ الراجح أنه لم يسمع من أبيه شيئًا، وهذا هو ما رجّحه الحافظ في "التقريب"، وعلى هذا فروايته عن أبيه من قبيل المُرسل الخفي وليس من التدليس، ونفى سماعه عن أبيه من حديثه، لا ينفي سماعه عن أبيه من كلامه. فالحاصل: أنَّه "ثِقَةٌ، يُرسل عن أبيه". وأخرج له الجماعة. (٢)

٦) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهُذَلي.

روى عن: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -، وسعد بن معاذ - رضي الله عنه -، وغيرهم.

روى عنه: ابنه أبو عبيدة، ولم يسمع منه، وأنس بن مالك، والأسود بن يزيد، وخلقٌ كثير.

صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أمه: أمُّ عبد بنت وُدّ من هُذَيل، لها صحبة. أسلم بمكة قديمًا، وهاجر الهجرتيْن، وشَهِد بدْرًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وسادس ستة، وأول من جهر بالقرآن بمكة.

أخرج البخاري في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: سألنا حذيفة عن رجلٍ قريب السمت والهدي من النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى نأخذ عنه، فقال: "ما أعرِف أحدًا أقرب سَمْتًا وهديًا ودَلا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من ابن أم عبد". (٣) وفَضَائلُهُ كثيرةٌ لا تُحْصى. (٤)

ثانيًا:- الوجه الثاني: عن أبي عُبيدة، عن عبد الله بن مسعود (مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -).

أ) تخريج الوجه الثاني:

• أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في "مجمعه" (٧٠٣)، والطبراني في "الكبير" (١٠٢٨٠)، وفي "الأوسط" (١٠٢٦)، كلاهما من طريق علي بن عابس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة، عن عبد الله أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكر، وعمر كانوا يستفتحون الصلاة: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ»، وفي "الكبير": كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا استفتحنا أن نقول - بدون ذكر أبي بكر - رضي الله عنه -، لكنه قال: وكان


(١) وقد أطال الشيخ الحويني في الكلام عن سماعه من أبيه، وأجاد في ذلك فجزاه الله عنا خيرًا، وانتهى إلى صحة القول بعدم سماعه من أبيه. يُنظر: "النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة" (١/ ٢١ - ٢٧/حديث رقم ٦).
(٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٩/ ٥١، "الثقات" للعجلي ٢/ ٤١٤، "الجرح والتعديل" ٩/ ٤٠٣، "الثقات" لابن حبان ٥/ ٥٦١، "تهذيب الكمال" ١٤/ ٦١، "السير" ٤/ ٣٦٣، "المراسيل لابن أبي حاتم" (ص/٢٥٦)، "جامع التحصيل" (ص/٢٠٤)، "تهذيب التهذيب" ٥/ ٧٥، "طبقات المدلسين" ص/٤٨، "التقريب" (٨٢٣١)، "معجم المدلسين" ص/٥١٨.
(٣) أخرجه البخاري في "صحيحه" ٣٧٦٢ ك/فضائل الصحابة، ب/ مناقب عبد الله بن مسعود.
(٤) يُنظر: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم ٤/ ١٧٦٥، "الاستيعاب" ٣/ ٩٨٧، "أسد الغابة" ٣/ ٣٨١، "الإصابة" ٦/ ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>