للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عمر بن الخطاب يفعل ذلك، وكان عمر يعلمنا، ويقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله-، وفي "الأوسط": كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلّمنا، وذكره مطولًا، بدون ذكر أبي بكر وعمر - رضي الله عنه -.

• بينما أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٣٢٣) بسنده عن علي بن عابس، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي عبيدة، عن أبيه، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر - رضي الله عنه - يقرؤون في أول الصلاة … وذكره مطولًا. وزاد: وكان ابن مسعود يفعل ذلك.

قال البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٥٢): وروى في الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك حديث آخر عن ليث عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه مرفوعًا، وليس بالقوي.

ب) دراسة إسناد الوجه الثاني:

_ الحديث بالوجه الثاني مداره على عليّ بن عابس الأزرق الكوفي، وهو "ضَعيفٌ يُكتب حديثه، ويُعتبر به". (١) وضَعْفه مع اضطرابه يدل على وهمه وخطئه وأنه لم يضبط هذا الحديث فلا يُعتبر به. (٢)

ج) متابعة للوجه الثاني (بروايته عن ابن مسعود مرفوعًا):

• وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٠١١٧)، قال: حدَّثنا محمد بن عبد اللهِ الحَضْرَمِيُّ، ثنا أبو كُرَيْبٍ، ثنا فِرْدَوْسٌ الأَشْعَرِيُّ، ثنا مَسْعُودُ بن سُلَيْمَانَ، قال: سَمِعْتُ الحَكَمَ يُحَدِّثُ، عن أبي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ».

_ بينما أخرجه الطبراني في "الدعاء" (٥٠٤)، بسنده السابق عن مسعود بن سليمان، عن أبي الأحوص مباشرة، عن عبد الله، به.

قلتُ: وهذه المتابعة لا تصلح لتقوية الحديث ففي سندها مسعود بن سليمان، قال أبو حاتم: مجهول. وتابعه الذهبي في "الميزان"، ووافقه ابن حجر في "اللسان". (٣) ولم أقف على أحدٍ روى عنه غير فِرْدوسٍ الأشعري، فهو "مجهول العين". وفردوس: يُقال له الأشعري، وابن الأشعري، قال أبو حاتم: شَيْخٌ، وذكره ابن حبَّان في "الثقات". (٤) وقد اضطرب مسعود بن سُليمان في روايته للحديث: فرواه مرَّة عن أبي الأحوص مباشرة، ومَرَّة بواسطةٍ بينهما، مما يدل على أنه لم يضبط هذا الحديث. فجهالة الراوي مع اضطرابه يدلُّ على وهمه، وأنَّه من مناكيره، وليس هو ممن يُحتمل منه تعدد أسانيده، فمَنْ كان هذا حاله، كيف يُقْبل ما انفرد به عن مِثْل أبي الأحوص بما لم يُتابعه عليه أصحابه؟!


(١) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٦/ ١٩٧، "المجروحين" ٢/ ١٠٤، "الكامل" ٦/ ٣٢٢، "التهذيب" ٢٠/ ٥٠٢، "التقريب" (٤٧٥٧).
(٢) قال ابن رجب في "شرح العلل" (٢/ ٧٢٣): فأمَّا إن كان المنفرد عن الحفاظ سيء الحفظ فإنه لا يُعبأ بانفراده، ويُحكَم عليه بالوهم. وقال ابن حجر في "التلخيص" (٢/ ٤١٤): التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مَعَ اتِّحَادِ الْمَخْرَجِ يُوهِنُ رَاوِيَهُ وَيُنْبِئُ بِقِلَّةِ ضَبْطِهِ إلَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ الْحُفَّاظِ الْمُكْثِرِينَ الْمَعْرُوفِينَ بِجَمْعِ طُرُقِ الْحَدِيثِ فَلَا يَكُونُ دَالًّا عَلَى قِلَّةِ ضَبْطِهِ.
(٣) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٨/ ٢٨٤، "المغني في الضعفاء" ٢/ ٦٥٤، "الميزان" ٤/ ١٠٠، "اللسان" ٨/ ٤٥.
(٤) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٧/ ٩٣، "الثقات" ٧/ ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>