للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كلهم من طُرُقٍ عن بَكَّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرة، بنحو رواية ابن ماجة.

وقال الترمذي: هذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إلا مِنْ هذا الوجه مِنْ حَدِيثِ بَكَّارِ بن عبد العزيز، والعملُ على هذا عند أكثر أهل العلم رأوا سَجْدَةَ الشُّكْرِ.

قلتُ: والغرابة في قول الترمذي مُنصَّبة على الإسناد، لذا قال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث بكَّار بن عبد العزيز، وأمَّا وَصْفُهُ بالحَسَن فهو مُنَصَّب على المتن؛ أي حسنٌ بشواهده. (١)

وقال البزار: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عن أبي بَكْرَةَ إلا مِنْ هذا الوجه، ولا نعلم يَرْوِيهِ إلا بَكَّارُ، عن أبيه، عن أبي بَكْرَةَ.

وقال الحاكم: هذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وإن لم يُخَرِّجَاهُ، فإنَّ بَكَّارَ بن عبد العزيز صَدُوقٌ عند الأئمَّة، وإنَّما لم يُخَرِّجَاهُ لشرطهما في الرِّوَايَةِ، وليس لعبد العزيز بن أبي بَكْرَةَ رُوَاةٌ غَيْرُ ابنه، وهو صَالِحُ الحديث، ولهذا الحديث شَوَاهِدُ يكثُرُ ذكرها، ثم ذكر بعضها. ولم يتعقبه الذهبي.

ثانيًا: دراسة الإسناد:

١) أحمد بن خُلَيْد: "ثِقَةٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١).

٢) محمد بن عيسى بن نَجِيْح الطَّبَّاع: "ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، فَقِيْهٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٨).

٣) بَكَّارُ بنُ عبد العزيز بن أبي بَكْرَة، أبو بَكْرة الثَّقَفيُّ، البَصْرِيُّ.

روى عن: أبيه، وعمَّته كَيِّسة (٢) بنت أبي بكرة.

روى عنه: محمد بن عيسى الطباع، وموسى بن إسماعيل، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم.

حاله: روى إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: صالحٌ. وقال البخاري: مُقارب الحديث. وقال البَزَّار: ليس به بأسٌ. وقال ابن حجر: صدوقٌ يَهِم. وذكره ابن حبَّان في "الثقات".

- بينما روى ابن أبى خيثمة، و عباس الدُّوري، عن يحيى بن معين، قال: ليس حديثه بشيء. وقال ابن عدي: أرجو أنَّه لا بأس به، وهو من جملة الضعفاء الذين يُكتب حديثهم. وقال العقيلي: لا يُتابع على بعض حديثه. وقال يعقوب الفسوي، وأبو داود، والبزَّار، وابن رجب، والذهبي: ضَعيفٌ.

- واستشهد به البخاري فذكر له حديثًا معلقًا في ك/الفتن من "صحيحه"، وأخرج له في "الأدب المُفرد"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة، وخّرَّج الحاكم حديثه في "المستدرك"، وقال: صدوقٌ عند الأئمة.


(١) قال الإمام ابن رجب الحنبلي في "شرح علل الترمذي" (١/ ٣٨٤ - ٣٨٨): قد بيَّن الترمذي مراده بالحسن: وهو ما كان حَسَن الإسناد، وفَسَّر حُسْن الإسناد: بأن لا يكون في إسناده متَّهمٌ بالكذب، ولا يكون شاذاً، ويُرْوَى من غير وجه نحوه، فكل حديث كان كذلك فهو عنده حديث حسن. فهذا يدلُّ على أنَّ الحديث إذا لم يكن في إسناده متَّهَم - سواءً كان راوِيه ثقة، أو ضعيفًا- ولم يكن شاذا، وجاء هذا المتن من وجوه أخرى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظه أو بمعناه فهذا كله يصدق عليه وصف الحَسَن. ويُنظر في شرح كلام ابن رجب "شرح لغة المحدَّث" ش/ طرق عِوض الله (ص/ ١٧٦ - ١٨٤).
(٢) كيِّسة: بياءٍ مشددة مُعجمة باثنتين من تحتها، بعدها سين مهملة، وقيل: بياءٍ مخففة ساكنة، والأول أصحّ. يُنظر: "الإكمال: لابن ماكولا ٧/ ١٥٧، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي ٧/ ٢٧٣، و"التقريب" (٨٦٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>