للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١) النُّعْمَان بن بَشِير بن سَعْد بن ثَعْلبة، أبو عبد الله، الأنصاري، الخَزْرجي.

روى عن: النبي - صلى الله عليه وسلم - (١)، وخاله عبد الله بن رَواحة - رضي الله عنه -، وعُمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، وغيرهم.

روى عنه: أبو سلَّام الأسود، وعامرٌ الشعبي، وأبو إسحاق السّبيعي، وغيرهم.

صاحب النَبي - صلى الله عليه وسلم -، وأُمُّه عَمْرة بنت رَواحة، أُخت عبد الله بن رواحة. وُلِد على الراجح على رأس أربعة عشر شهرًا مِن الهجرة، وهو أول مولود وُلِد في الأنصار بعد قُدُومِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة.

تُوفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وله ثماني سنين، وسبعة أشهر. (٢)

ثالثًا:- الحكم على الحديث:

مما سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "صحيحٌ". والحديث أخرجه مسلم بهذا الوجه.

وأمّا عن تفرُّد رُواته به فلا يضُر بصحة الحديث، لِكَوْن رواته ثقات ممن يُحتمل تفردهم، لذا قال البزّار عقب إخراجه لهذا الحديث: ومعاوية بن سلَّام، وزيد بن سلَّام، وأبو سلَّام مشاهيرٌ بنقل الحديث. (٣)

رابعًا:- النظر في كلام المصنف - رضي الله عنه - عن الحديث:

قال المصنف - رضي الله عنه -: لا يُرْوى هذا الحديث عن النُّعمان إلا بهذا الإسناد.

وقال البَزَّار: لا نعْلَمُه يُروى بهذا اللفظ إلا عن النُّعمان بن بَشِير من هذا الطريق. (٤)

قلتُ: بل ورد مِنْ طريق يحيى بن أبي كثير، لكنَّه رواه مَرَّة عن رجلٍ عن النُّعْمان بن بَشير، ومَرَّة عن النُّعْمَان مُباشرة، ويحيى بن أبي كثير، كان كثير الإرسال - كما سبق -، فَلَعَلَّه رواه عن زيد بن سَلام، ثمَّ


(١) قيل: لمْ يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا - كما في "فتح الباري" ١/ ١٢٦، وعزاه للواقدي - والصواب أنه سَمِع من النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض الأحاديث؛ ويدل على ذلك ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (٥٢)، ك/ الإيمان، ب/ فضل مَنْ استبرأ لدينه، ومسلم في "صحيحه" (١٥٩٩/ ١ - ٤) ك/ المُساقاة، ب/ أخْذ الحلال وترك الشُبُهات - واللفظ لمسلم - من طريق عامرٍ الشَّعْبي، عن النُّعمان بن بشير، قال: سَمِعْتُه يقول: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول (وأَهْوى النُّعمان بإصبعيْه إلى أُذُنيْه): "إنَّ الحَلال بَيِّن، وإنَّ الحَرام بَيِّن، ..... الحديث" فتصريحه بالسماع شاهدٌ على أنّه سَمِع بعض الأحاديث من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعليه فَرِوايتُه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي لم يُصَرّح فيها بالسماع تُعتبر مِن مَرَاسيل الصحابة؛ وقد ذهب جمهور المُحَدثين، والفقهاء، والأصوليين إلى الاحتجاج بِمراسيل الصحابة مطلقًا، وحكى ابن عبد البر الإجماع على ذلك - كما في "التمهيد" (١/ ٣٥٢) -، وقَرَّرَه العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص/٧٩ - ٨٠)، وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص/٣٧٨): اتفق الأئمة قَاطِبةً على قَبول مراسيل الصحابة، إلا مَنْ شَذَّ مِمَّن تَأخر عَصْره عنهم فلا يُعتد بِمُخالفتهم. ووافقه السخاوي في "فتح المُغيث" (١/ ١٥٣).
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٤٩٧): لا يُصحّح بعض أهل الحديث سماع النّعمان بن بشير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو عندي صحيحٌ؛ لأنّ الشَّعْبي يقول عنه: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديثيْن أو ثلاثة.
(٢) يُنظر: "معجم الصحابة" لابن قانع ٣/ ١٤٣، "الاستيعاب" ٤/ ١٤٩٦، "أسد الغابة" ٥/ ٣١٠، "الإصابة" ١١/ ٧٧.
(٣) يُنظر: "مسند البزار" (٣٢٣٨).
(٤) ذكر البزار - رحمه الله - هذا القيْد، لِكَون هذا الحديث مَرْويٌ عن غير النّعمان لكن بألفاظ أخرى. يُنظر: "تفسير عبد الرزاق" (١٠٦١ و ١٠٦٢ و ١٠٦٣)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (١٠٠٦٤ - ١٠٠٦٧)، وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>